وصل «مسلسل» قضيّة الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني المعلّقة منذ ثماني سنوات إلى «نهايته» أمس، بإعلان المجلس الأعلى للهيئات القضائية خفض العقوبة بحقّهم من الإعدام الى السجن المؤبّد، ما يسمح لصوفيا بطلب استرداد مواطنيها، بناءً على اتفاقية ثنائية موقّعة بين ليبيا وبلغاريا عام 1984.وأعلن مصدر رسمي ليبي، رفض الكشف عن اسمه، أن المجلس الأعلى للهيئات القضائية خفض عقوبة الممّرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني من الإعدام الى السجن المؤبّد خلال اجتماعه أمس في طرابلس. وقال «أنهى المجلس الاجتماع معلناً خفض العقوبة من الإعدام إلى المؤبد».
ورأى وزير الخارجية البلغاري ايفالو كالفين أنّ قرار طرابلس «خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح»، إلا أنه أكد أن الملف لن يقفل إلا بعودتهن الى بلدهن. وأضاف «هذا القرار تفادى الأسوأ، حكم الإعدام، ومهّد الطريق أمام تطبيق اتفاقية استرداد السجناء الموقّعة بيننا وبين ليبيا».
وفي واشنطن، رأى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش أن القرار «خطوة إيجابية إلى الأمام لكن ليست نهاية للمحنة». وأضاف «نشعر بالتشجيع لتخفيف أحكام الإعدام ونأمل أن يتمخّض عن طريقة تسمح لهن بالعودة إلى ديارهن».
وفي السياق، قال كل من رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو ومفوضة الشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر في بروكسل إن القرار الليبي «لم يغير شيئاً في هدف المفوضية بهذا الشأن».
كما أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في بيان له، عن «سعادته» إثر صدور «القرارات الليبية».
وكان الناطق باسم أُسر الأطفال الليبيين المصابين بالإيدز إدريس لاغا قد أعلن تسليمه، أمس، وثيقة تنازل الأسر عن المطالبة بتطبيق حكم الإعدام بحق الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني. وأوضح «بعدما وصلنا إلى تسوية كاملة واستجابة الى كل الشروط»، تم تسليم وثيقة تنازل الأُسر إلى مؤسسة القذافي التي ستسلّمها بدورها الى المجلس الأعلى للهيئات القضائية الليبي.
وأعلن مصدر، رفض الكشف عن اسمه، أن «جميع الأسر تلقّت شيكات بالمبالغ، إلا أنها رأتها فقط من دون أن تتسلّم أموالاً حقيقية. وبالنسبة إليها، لن تتأكّد إلا عندما تصرف الشيكات من البنك». وأضاف إن الاتفاق يقضي بأن تحصل أسر 426 طفلاً على نحو 460 مليون دولار، لكل عائلة مليون دولار تقريباً».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البلغاري إن بلاده تفكر في المشاركة في جمع مساعدات دولية إنسانية لِليبيا. وأضاف «من الغريب ألا تشارك بلغاريا في في ذلك، وخصوصاً أن دولاً أوروبية أخرى، تساهم في جمع المساعدات».
وكان الحكم بالإعدام على الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني قد صدر في كانون الأول الماضي، بعد إدانتهم بتعمّد إصابة الأطفال بفيروس الإيدز في مستشفى للأطفال في بنيغازي، ما أدى الى وفاة 56 طفلاً.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)