رام الله ــ سامي سعيد
«فتـــح» تقاطـــع جلســـة «الثقـــة» بحكومـــة فيّـــاض... وإسرائيـــل تسمـــح بدخـــول «قـــوات بـــدر»


حدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس صراحة أمس توجهاته بالنسبة إلى الأزمة الداخلية الفلسطينية، معلناً قرب إصدار مرسوم رئاسي لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مباشرة، مشيراً إلى أن قادة «حماس» «حفروا قبورهم بأظفارهم».
وهاجم عباس، خلال جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير في رام الله، حركة «حماس» وقياداتها الرئيسية بشكل حاد لم يسبق له مثيل. وقال إنها «اخترعت ما لا يخطر على بال الشيطان من أكاذيب وأراجيف لتبرير فعلتها في غزة».
وأضاف عباس، في الكلمة التي خصص الجزء الأكبر منها لمهاجمة «حماس» وقيادتها، إن ما حصل في غزة «عملية انقلابية حقيرة وسخيفة، وما قامت به حماس في غزة جريمة كبرى وفعلوا ضد أبناء وطنهم وجلدتهم ودينهم ما لم يفعله بنا الاحتلال، وهم يغطون جرائمهم بالدين والدين منهم براء وهذا ليس الإسلام وسلوك المسلمين».
وأوضح عباس: «كنت أحاول بكل الوسائل، على مدى 4 سنوات، الحيلولة دون حصول حرب أهلية والكل لامني على تحملي وصبري وجلدي، ولست أدري كيف يتعلمون الكذب ولماذا يحللونه، لست أدري، لكن أنا مطمئن إلى أنهم ليسوا من الإسلام في شيء».
وأعلن عباس أنه سيدعو المجلس المركزي إلى إصدار مراسيم لعقد انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة «من دون انتظار القابعين» في الخارج والداخل من قادة حركة «حماس». وقال أبو مازن إن قادة «حماس» قد «حفروا قبورهم بأظفارهم بسبب ما فعلوه في غزة».
وكرر عباس سيناريو مخطط اغتياله، كاشفاً عن أن الشريط الذي بحوزته جاء إليه من طرفين مختلفين في «حماس».
وكان الرئيس الفلسطيني قد قال، خلال مؤتمر صحافي مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في رام الله، إنه بصدد إصدار مراسيم رئاسية في القريب العاجل بشأن الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة في الأراضي الفلسطينية. وجدد عباس رفض التحاور مع حركة «حماس» قبل التخلي عن كل النتائج التي أعقبت بسط الحركة سيطرتها على قطاع غزة. وقال: «لا حوار بيننا وبين الانقلابيين ما لم تنته كل أسباب الانقلاب ونتائجه والتراجع عنها وكل ما اقترفته أيديهم».
وفي تعقيب على توجه الرئيس الفلسطيني، قال القيادي في «حماس» سامي أبو زهري إن «عباس لا يستطيع الدعوة إلى انتخابات من دون موافقة كل الأطراف بما في ذلك حماس»، مشيراً إلى أن المراسيم في حالة إصدارها لن تساوي أكثر من مجرد «حبر على ورق».
ولم يحضر رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق القدومي جلسة المجلس المركزي، واتجه إلى دمشق حيث التقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، الذي دعا «الأطراف الفلسطينية إلى انتهاج الحوار للخروج من المأزق القائم»، مشدداً على أن «الانقسام الحاصل لا يخدم سوى أعداء الشعب الفلسطيني».
أما القدومي فأشار من جهته إلى «أهمية دور سوريا في محاولة رأب الصدع بين الأطراف الفلسطينية وحثها على الحوار لتجاوز الخلافات في ما بينهما».
وفي السياق، أعلنت حركة «فتح» عدم مشاركتها في جلسة المجلس التشريعي المقررة الأحد المقبل للتصويت على منح الثقة بحكومة فياض، «لأن الدعوة إليها غير قانونية».
أما الكتلة البرلمانية لـ«حماس» فأعلنت، من جهتها، أنها ستحضر الجلسة وستحجب الثقة عن هذه الحكومة. وقال المتحدث باسم هذه الكتلة، صلاح البردويل، إن «حكومة فياض لن تتمكن من نيل الثقة البرلمانية إذا حجبت كتلة حماس الثقة عنها».
وفي إطار التنسيق الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني بعد لقاء عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، قالت مصادر فلسطينية إن إسرائيل أبلغت السلطة أنها ستسلمها خلال الأيام المقبلة مدينتي أريحا وقلقيلية في الضفة الغربية كخطوة أولى للعودة إلى أوضاع ما قبل انتفاضة الأقصى.
وأضافت المصادر نفسها إن إسرائيل ستسمح «في القريب العاجل» بعودة ثلاثة آلاف مقاتل من جيش التحرير الفلسطيني (قوات بدر) الموجودين في الأردن إلى الأراضي الفلسطينية بكامل معداتهم العسكرية، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على هذه الخطوة «بعد تدخل شخصي من الملك الأردني عبد الله الثاني».
وأوضحت هذه المصادر أن الجانب الفلسطيني يصرّ أيضاً على السماح بعودة خمسة آلاف مقاتل، ألفان منهم من قوات الثورة الفلسطينية، موجودون في لبنان والجزائر وتونس وعدد من الدول العربية.