القاهرة ــ خالد محمود رمضان
بدا أمس أن الإدارة الأميركية تسعى إلى تعزيز دور جامعة الدول العربية في عملية السلام في المنطقة، وإشراكها في التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي دعا الرئيس الأميركي جورج بوش قبل أيام إلى عقده بمشاركة عربية وإسرائيلية، في خطوة هي الأولى من نوعها، وتثير تساؤلات حول رغبة الولايات المتحدة في دفع الجامعة إلى التطبيع مع إسرائيل عبر أمينها العام عمرو موسى.
فقد تلقّى موسى أمس اتصالاً هاتفياً نادراً من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تمحور حول الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي قبل يومين، قد يمهّد لحضوره، للمرة الأولى، اللقاءات التي تعتزم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عقدها في القاهرة نهاية الشهر الجاري مع وزراء خارجية دول الاعتدال العربي.
وفيما اعتبر مقربون من موسى الاتصال بمثابة نقلة نوعية في طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع الجامعة العربية، فإن مصادر عربية واسعة الاطلاع أعربت لـ«الأخبار» عن مخاوفها من أن يكون ضم موسى والجامعة العربية إلى ما تصفه الإدارة الأميركية بجناح المعتدلين العرب هو مقدمة لإشراك الجامعة في الخطط الأميركية لتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية.
واعتادت الإدارة الأميركية تجاهل أي دور للجامعة العربية في مساعيها لإحياء عملية السلام، فيما تغيّب موسى عن كل اللقاءات السابقة التي عقدتها رايس مع بعض وزراء الخارجية العرب ورؤساء أجهزة الاستخبارات العربية سواء في القاهرة أو عمان.
واستبق موسى الجدل حول دور محتمل للجامعة فى تنفيذ المخطط الأميركي بإبراز قناعته بضرورة إطلاق عملية تفاوض بين الأطراف العربية المعنية جميعاً وإسرائيل بغية التوصل إلى سلام شامل وعادل وفق مبادرة السلام العربية. وقال بيان صحافي صدر عن الجامعة العربية أمس إن موسى شدّد، خلال الاتصال مع رايس، على «أهمية أن تكون تلك العملية التفاوضية في إطار زمني محدد، وطبقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها»، مشيراً إلى أن «الاتصال تناول النقاط التي تضمنها خطاب بوش حول الشرق الأوسط وسبل التحرك لإعادة إحياء عملية السلام والخطوات المطلوبة في المرحلة المقبلة استعداداً للاجتماع الدولي الذي أشار إليه الرئيس بوش في خطابه».
في هذا الوقت، تواصلت المواقف الدولية المرحبّة بدعوة الرئيس الأميركي، عشية اجتماع اللجنة الرباعية المقرر اليوم في لشبونة. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، أن «انطباعنا الاول هو أن مبادرة الرئيس الأميركي تسير في اتجاه البحث عن وسائل مشتركة من أجل التوصل إلى السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وفي لشبونة، جدّد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الترحيب بمبادرة بوش، وشدّد، في مؤتمر صحافي مع نظيره البرتغالي لويس أمادو، على أهمية إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال: «نأمل أن يتيح اجتماع الغد (الخميس) إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
ويتوقع أن تتبنى اللجنة الرباعية اليوم دعوة بوش، التي أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن أملها أن تكون «خطوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي» لجميع الأراضي العربية المحتلة.
وأعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، في بيان، «عن أمله أن تكون هذه الدعوة خطوة جادة تجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة وتحقيق السلام العادل والشامل على كل المسارات في منطقة الشرق الأوسط».
كما طالب مجلس التعاون الخليجي الرئيس الأميركي بأن يكون «منصفاً» إذا أراد حل النزاع العربي الإسرائيلي، داعياً إلى وضع إطار زمني محدد كي لا تفشل هذه الجهود.
وأعرب الأمين العام للمجلس، عبد الرحمن العطية، في بيان، عن أمله أن «تكون دعوة الرئيس بوش بداية مرحلة جديدة للتعامل الجاد مع جوهر أزمة النزاع العربي الإسرائيلي المزمنة، والتي تعود في مجملها إلى السياسة الإسرائيلية التي تتخذ من المماطلة والالتفاف على أي جهد سلمي يهدف إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة».