strong>قابلت إسرائيل شروط الرئيس السوري بشار الأسد للتفاوض بشرط مضاد هو «رسالة عن العلاقات مع إيران»، إلا أن الانتظار الإسرائيلي سيطول، فالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يبدأ اليوم زيارة إلى دمشق «لدعم مقاومة فلسطين ولبنان»
يبدأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم زيارة إلى دمشق، يلتقي خلالها نظيره السوري وكبار المسؤولين السوريين، عنوانها «تهنئة الأسد بالولاية الرئاسية الجديدة».
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن نجاد سيلتقي الأسد لإجراء محادثات تتمحور حول تعزيز العلاقات بين البلدين. وأضاف أن «الرئيسين سيبحثان توسيع العلاقات الثنائية في أبرز القضايا الدولية والإقليمية».
وقال مصدر دبلوماسي في دمشق، لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، إنه «ليس غريباً أن يزور الرئيس الإيراني سوريا التي تلتقي وبلاده على نقاط عديدة ليس أقلها في لبنان والأراضي الفلسطينية، سواء بالنسبة إلى الموقف من الاحتلال أو بالنسبة إلى دعم المقاومة». إلا أنه أشار إلى «اختلاف في الاجتهادات» في موضوع المقاومة في العراق.
وأضاف المصدر أن زيارة الرئيس الإيراني هي بمثابة «رسالة سورية ـــــ إيرانية مشتركة بدعم المقاومة في فلسطين ولبنان»، مشدداً على أنها رسالة أيضاً إلى "الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً». وأوضح أن «أولى الرسائل الواضحة هي أن البلدين يدعمان جبهة المقاومة في المنطقة، ولا سيما تلك المقاومة المناهضة للمشاريع العدوانية الغربية في الشرق الأوسط».
وأشار المصدر نفسه إلى أن «من ضمن الرسائل أن إيران ستكون مع سوريا في كل الأحوال إذا ما نُفِّذَت التهديدات الإسرائيلية تارة، والأميركية تارة أخرى باعتداء عسكري على سوريا».
وفسر المصدر الزيارة أيضاً بأنها «رسالة صريحة من سوريا بدعم إيران، وخصوصاً بالنسبة إلى ملفها النووي»، مشيراً إلى أن «سوريا تشكّل جسر حسن نيات بين طهران والدول العربية المتخوفة من الطموح النووي الإيراني في المنطقة».
ورفض المصدر ما يتردد عن إمكان «حصول تسوية إيرانية ـــــ أميركية حول الملف النووي لطهران من خلال المسألة اللبنانية»، مشدداً على أن «هناك استراتيجية إيرانية، كما أن هناك استراتيجية سورية مفادها دعم المقاومة ما دام هناك احتلال».
وأقرّ المصدر بأن التوافق في وجهات نظر الجانبين على صعيد الملف اللبناني «لا يعني توافقاً في الملف العراقي»، مشيراً إلى أن «هناك اختلافات في الاجتهاد من الطرفين في تعريف المقاومة التي تستحق أن تدعم» في العراق. إلا أنه شدّد على أنه «كلما ازدادت زيارات السياسيين المتبادلة، تقلصت الفوارق في هذا الملف».
في هذا الوقت، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن قطع العلاقة الوطيدة بين سوريا وإيران كان شرطاً إسرائيلياً للتفاوض مع دمشق.
وأوضح المسؤول نفسه أن إسرائيل بعثت لسوريا برسائل من خلال تركيا على مدى أشهر ولم تتلق بعد ما يؤكد أن بدء محادثات للسلام سيؤدي بدمشق إلى قطع علاقتها بإيران و«حماس» وحزب الله، مشيراً إلى أن «التلميحات لا تكفي إطلاقاً».
وتابع المسؤول: «نحن في انتظار رسالة حقيقية» تفيد بأن سوريا على استعداد «لتغيير توجهاتها بشكل استراتيجي» في مقابل إجراء محادثات مباشرة في شأن استعادة مرتفعات الجولان المحتلة.
وقال مسؤولان إسرائيليان رفيعا المستوى إن إسرائيل تستخدم تركيا لتوصيل الرسائل إلى الأسد منذ شباط على الأقل عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنقرة.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر عن السوريين: «لا أحد يطلب منهم أن يصبحوا صهاينة. لكن هل هم في معسكر إيران وحزب الله وحماس، أم هم في معسكر الأردن ومصر؟ عليهم أن يقرروا».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وصفها خطاب الأسد بأنه «خطاب اللاءات». وشددت على أنه من جهة إسرائيل «لن يكون هناك تعهد علني لانسحاب كامل من هضبة الجولان وهذه اللاءات تنطوي على إشكالية كبيرة جداً».
وأشارت الصحيفة إلى أن الطرف الثالث، الذي أعلن عنه الأسد وسيطاً تفاوضياً، هو وزير الخارجية التركي عبد الله غول.
من جهته، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك ريغيف أن «إسرائيل تخشى أن يكون السوريون يتحدثون عن السلام، لا لإبرام اتفاق سلام معنا، بل لتحسين علاقاتهم مع دول أوروبا وأميركا الشمالية».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)