غزة ــ رائد لافيرام الله ــ سامي سعيد

«الديموقراطية» و«الشعبية» تطالبان بتوافق وطني... والمجلس المركزي يتّجه لتلبية طلب عباس


شنّت حركة «حماس»، أمس، هجوماً معاكساً على الرئيس محمود عباس، رداً على خطابه أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، متعهدة بإفشال الانتخابات المبكرة، التي يتوقع أن يعلن عنها الرئيس الفلسطيني بعد عودته من جولة أوروبية، والتي يتوقع أن يصادق عليها المجلس المركزي لحركة «فتح» اليوم.
وقال القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار، خلال مؤتمر صحافي في غزة، أمس، إن خطاب عباس «انفعالي ويفتقر لأبجديات الوفاق الوطني، ويشير بوضوح إلى رغبته (عباس) في كسر الجسور وحرق السفن وقطع أي إمكان للحوار مع حركة حماس». وأضاف ان عباس كشف عن «ارتهان بالكامل للمشروع الأميركي ورؤية (الرئيس الأميركي) جورج بوش والإملاءات الصهيونية من (رئيس وزراء الاحتلال إيهود) أولمرت».
وهدد الزهار بإفشال الانتخابات المبكرة قائلاً «إن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأن تجرى انتخابات مبكرة هدفها الالتفاف على الشرعية الفلسطينية». وشدد على أن انتخابات كهذه «لن تكون حلاً للأزمة الراهنة بل ستزيد الأمور تعقيداً».
وأشار الزهار إلى استحالة عقد انتخابات مبكرة من دون أن يكون عليها توافق وطني، متسائلاً «لماذا يفترض عباس أن نتائج الانتخابات المبكرة التي يدعو إليها ستكون مغايرة لسابقتها ما لم تكن هناك نية مبيّته للتزوير؟».
وأضاف «لو جرت انتخابات، فسيتم التزوير فيها وعلى الأقل سيكون التزوير في الضفة الغربية بنسبة مئة في المئة».
ووصف الزهار منظمة التحرير بأنها «فاقدة للشرعية بشكلها الحالي»، مشيراً إلى أن حركة «حماس» «لن تبدأ بالحوار إذا تجدد من حيث توقف لأن ما جرى برهن فشل الحوار مع الرئيس عباس».
واتهم الزهار عباس بتحريض الدولة العبرية على قادة «حماس» وعناصرها، باستخدامه عبارة إنهم «حفروا قبورهم بأظفارهم»، معتبراً أن هذه بمثابة دعوة صريحة إلى القتل.
في المقابل، قال المستشار الرئاسي الفلسطيني نبيل عمرو إن تصريحات الزهار «لا مكان لها سوى سلة المهملات». وأضاف «لدينا قرار بإهمال كل ما يصدر عن قادة حماس، ولن ندخل في مهاترات تشهيرية وسجال معهم، وتصريحات الزهار تدل على درجة عالية من اليأس والإحباط لدى قادة حماس».
وشدّد عمرو على أن الزهار «بتصريحاته غير المسؤولة، قطع آخر شعرة تربط حماس بحركة فتح، لأن تهجمه على الرئيس محمود عباس ينطوي على نهج وضيع بالتعامل».
إلى ذلك، أكد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، لـ«الأخبار»، أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية طلب من عباس (أبو مازن) العمل على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة في الأراضي الفلسطينية خلال مدة أقصاها خمسة أشهر أي في بداية العام المقبل.
وأوضح المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «لجنة صياغة البيان الختامي لاجتماع المجلس المركزي صاغت هذه التوصية وتتوقع من المجلس أن يتبناها بالإجماع تلبية لطلب عباس الذي وجه الدعوة إلى المجلس لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة في خطابه أول من أمس».
وأضاف المسؤول ان «الرئيس عباس سيقوم بجولة عربية وأوروبية تشمل العديد من الدول العربية، بينها السعودية ومصر والأردن وبعض العواصم الأوروبية لإطلاع قادتها على مجمل الأوضاع في الساحة الفلسطينية والدعوة التي سيصدرها بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية شاملة في الأراضي الفلسطينية وسبل دعمه في هذه القرارات»، مشيراً إلى أنه «فور عودة الرئيس إلى مدينة رام الله، فإنه من المتوقع أن يقوم بإصدار جملة مراسيم هامة ومن بينها تحديد موعد للانتخابات المبكرة».
من جهتها، انتقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إعلان محمود عباس تخليه عن اتفاق القاهرة، معتبرة أن هذا القرار من شأنه أن يؤدي إلى تكريس حالة الانقسام. وأكدت أن الدعوة إلى انتخابات فلسطينية مبكرة تشريعية ورئاسية «تحتاج إلى توافق وطني جماعي، وإلا فإنها ستشكل مدخلاً جديداً نحو المزيد من الانقسامات والمشكلات في الساحة الفلسطينية».
كذلك شدّد عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية صالح زيدان، أمس، على ضرورة «التوافق الوطني قبل المطالبة بإجراء أي انتخابات تشريعية أو رئاسية مبكرة»، قائلاً إنه «يجب أن تكون تلك الدعوة وتنفيذها مخرجاً للأزمة لا تعميقاً لها».