رفح ــ الأخبار
بدا أمس أن أزمة العالقين على معبر رفح الحدودي ستمتد طويلاً، فالمنطقة تقترب من التحوّل إلى بقعة لجوء جديدة، تضاف إلى المخيمات الفلسطينية المنتشرة على مساحة الوطن العربي، مع قيام السلطات المصرية بنصب خيم للعالقين، بالتزامن مع تعزيز إجراءاتها الأمنية خشية تنفيذ الفصائل الفلسطينية لتهديدها باقتحام المعبر.
ونشرت أجهزة الأمن المصرية أمس المئات من قوات مكافحة الشغب والأمن المركزي
في المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة، على اعتبار أن نشر قوات من الجيش يحتاج إلى اتفاق مصري ـــــ اسرائيلي لتعديل البنود الواردة في معاهدة السلام المبرمة بين الطرفين عام 1979.
وأوضحت مصادر أمنية مصرية أن قوات حرس الحدود وقوات الأمن المركزي المصرية الموجودة على الحدود مع قطاع غزة، وضعت في حالة استنفار، فيما أغلقت الطريق الرئيسية التي تربط مدينة العريش بمدينة رفح المصرية أمام الفلسطينيين.
وتخشى السلطات الأمنية المصرية من أن يحاول الفلسطينيون العالقون الوصول إلى الحدود ومحاولة المرور جماعياً إلى غزة من خلال فتح ثغر في السور المقام بين مصر والقطاع لمنع تسلل فلسطينيين.
وتزامن هذا الاستنفار الأمني مع إعلان محافظ شمال سيناء أحمد عبد الحميد فتح سبعة مخيمات لإيواء آلاف الفلسطينيين العالقين في مدينة العريش بعد نفاد نقود معظمهم ولجوء عدد كبير منهم إلى النوم في الشوارع والحدائق العامة.
وأقيمت المخيمات على عجل في ثلاث مدارس للشباب وثلاثة معسكرات للإقامة الدائمة في مدينة العريش، كذلك تم تجهيزها بوسائل الإعاشة اللازمة لإقامة الفلسطينيين العالقين.
وقال المحافظ إن وجبات غذائية ستقدّم يومياً للفلسطينيين المقيمين في هذه المخيمات، وأنه أمكن تدبير جزء من المبالغ اللازمة لهذه الوجبات فيما سيتم تدبير الباقي في وقت قريب.
وأعلن وزير الصحة المصري حاتم الجبلي أنه أوفد فريقاً طبياً متخصصاً من أساتذة معهد السكر في القاهرة لعلاج المرضى الموجودين في مستشفى العريش من الفلسطينيين العالقين والمصريين.
ورغم الإجراءات، فإن حال العالقين تتدهور يوماً بعد يوم، فقد توفيت أمس الفلسطينية وفاء داود (47 عاماً) من مضاعفات مرض السرطان. وكانت داود قد عادت من رحلة علاج في معهد ناصر في القاهرة منذ نحو شهر لكنها فوجئت بإغلاق ميناء رفح البري وأدخلت إلى مستشفى العريش العام، حيث توفيت متأثرة بمرضها.
وذكر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان أنه بوفاة هذه المرأة الفلسطينية يرتفع عدد المتوفين عند المعبر إلى 16 فلسطينياً. وذكر شهود عيان أمس، أن عناصر من شرطة «مباحث أمن الدولة» المصرية في شمال سيناء منعوا وصول المساعدات إلى الفلسطينيين العالقين. وقالوا إن ضباط الشرطة منعوا إقامة سرادق لتجميع الفلسطينيين في مدينة رفح للكشف الطبي عليهم بعد وصول وفد من «لجنة الإغاثة الانسانية» التابعة لنقابة أطباء مصر يضم 12 طبيباً في جميع التخصصات.
وقد تظاهر نحو ألف فلسطيني أمس في الجانب الفلسطيني من معبر رفح للمطالبة بإنهاء أزمة العالقين. وردد المشاركون في التظاهرة، التي نظمتها حركة «الجهاد الاسلامي» والجبهتان الشعبية والديموقراطية والمبادرة الوطنية هتافات تدعو الى اعادة فتح معبر رفح الحدودي.
وقالت حركة «حماس» إن ضباط أمن مصريين موجودين على الجانب المصري من معبر رفح تعهدوا فتح المعبر الحدودي بين قطاع غزة ومصر خلال الأيام القليلة المقبلة.