strong>جدّدت طهران ودمشق أمس تأكيد تحالفهما في وجه «الأعداء المشتركين»، مؤكدتين النظرة المشتركة إلى قضايا المنطقة، ولا سيما لبنان وفلسطين والعراق، إضافة إلى برنامج إيران النووي وإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل
أعلن الرئيسان السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد، في مؤتمر صحافي في دمشق، دعمهما لما يجمع عليه اللبنانيون للخروج من الأزمة السياسية، فيما شدّد الرئيس الإيراني على أن طهران ودمشق تمثّلان «جبهة متحدة متراصّة في وجه الأعداء المشتركين».
واكد الرئيسان، في بيان مشترك تلي خلال مؤتمر صحافي مشترك، ضرورة «تعزيز الوحدة الوطنية والوفاق الوطني في لبنان، ودعمهما لما يجمع عليه اللبنانيون كافة بما يضمن أمن لبنان واستقراره وسلامة أراضيه وحق الشعب اللبناني في مقاومة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد السيادة اللبنانية واستعادة ما بقي من أراضيه المحتلة». ودعوَا «الأوساط الدولية المسؤولة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العدوان الصهيوني اليومي المتكرر على سيادة لبنان».
وعبّر الجانبان عن دعمهما «الحكومة العراقية ووحدة العراق أرضاً وشعباً، وسيادته واستقلاله والحفاظ على هويته الإسلامية». وأكدا ضرورة خروج قوات الاحتلال منه.
كما أعلنا «دعمهما الجهود الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار والمصالحة الوطنية بين جميع مكوّنات الشعب العراقي ونبذ الفتنة الطائفية، ودانا الإرهاب الذي يستهدف الشعب العراقي ومؤسساته كلّها».
وناشد الجانبان، في بيانهما المشترك، «الأطراف الفلسطينية كافة العودة الى نهج الحوار والتوافق للحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني، وأكّدا دعمهما حق الشعب الفلسطيني في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس». ودانا «استمرار سياسات العدوان والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية».
وعن الملف النووي الإيراني «أكد الجانبان الحقّ الثابت للدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية». وأعربا عن «ارتياحهما لسير المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعالجة الموضوع عبر الطرق الدبلوماسية ومن خلال الحوار».
كما شدّد الرئيسان على «ضرورة جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ونبّها الى الأسلحة النووية لدى الكيان الصهيوني التي تهدّد السلام والأمن الإقليميين والدوليين، وإلى ضرورة قيام المؤسسات الدولية بخطوات سريعة لمواجهة هذا التهديد». وأعربا عن «ارتياحهما للمستوى الرفيع الذي تسير فيه علاقاتهما الثنائية»، وأكدا أهمية «الاستمرار في تعزيز وتعميق وتطوير العلاقات في كلّ المجالات».
ودعا الجانبان «زعماء العالم الإسلامي إلى مواجهة المساعي الهادفة إلى زرع الفتن التي تستهدف الأمة الإسلامية». وطالبا «بوحدة الجهود أمام الأخطار التي تهدد العالم الإسلامي».
وعبّرت إيران، في البيان، عن «تأييدها لحق الشعب السوري في استعادة الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران عام 1967».
وبعد تلاوة البيان، قال الرئيس الإيراني، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري في دمشق، إن بلاده وسوريا «جبهة متّحدة متراصة في وجه الأعداء المشتركين»، معتبراً أن هؤلاء «سيحترقون بنار غضب شعوب المنطقة».
وسخر نجاد من الحديث عن «صيف ساخن» في المنطقة. وقال إن «الصيف عادةً ما يكون حاراً ونحن نتطلّع إلى أن يكون حاراً بفعل الانتصارات تلو الانتصارات التي تحققها شعوب المنطقة وتقابلها إخفاقات متتالية لأعدائها». وأضاف «ربّما أنتم تقصدون أعداء الشعوب السائرين في طريق الزوال والاندثار أو ربما تقصدون أن على حكومات المنطقة أن تتناغم رؤاها مع شعوب المنطقة وأبنائها».
ووصف نجاد زيارته إلى دمشق بأنها «ذات أهمية بالغة، وأن العلاقات بين الجانبين ودّية وعميقة للغاية وممتازة ورفيعة المستوى وذات منطلقات مشتركة تجاه قضايا المنطقة وهي تقوم على الاحترام المتبادل». وشدّد على أن البلدين «يدافعان عن الأمن والسلام والهدوء في المنطقة في ضوء اتفاق الحقوق لشعوبها».
بدوره، أكد الأسد أن «محاور المحادثات مع نجاد تناولت الوضع في العراق كأولوية كبيرة بشكل عام، وكذلك التطوّرات الأخيرة على الساحة الفلسطينية وسبل إعادة الحوار بين مختلف الفصائل وكذلك لبنان وكيفية المحافظة على استقراره». ورأى أن «ما يميز هذه الزيارة هو تغير الوضع في المنطقة بشكل سريع وعاجل بين اللقاءين» مع الرئيس الإيراني حيث كان الأول في شباط الماضي، إلا أنه أعرب عن «الارتياح الكبير بسبب الرؤى المشتركة للبلدين حول مجمل محاور البحث».
وكان الرئيسان قد عقدا اجتماعاً على انفراد، تلته جولة محادثات في حضور الوفد الإيراني المرافق الذي يضم وزير الخارجية منوشهر متكي وعدداً من المسؤولين السوريين، بينهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ورئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري ووزير الخارجية وليد المعلم.
وكان الرئيس الإيراني قد قال قبل مغادرته طهران إن «المواقف المشتركة التي يتخذها البلدان حول المسائل الإقليمية والدولية لها تأثير كبير على الشؤون العالمية»، مضيفاً إن البلدين «ينويان تطوير علاقتهما ولا سيما في مجال الاقتصاد».
والتقى نجاد في دمشق الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله. وقال مصدر، لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، إن «نجاد التقى نصر الله ووفداً مرافقاً له». وأشار إلى أن نجاد «التقى أيضاً قادة الفصائل الفلسطينية، في مقدّمهم زعيم الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح ووفد من حماس برئاسة رئيس مكتب الحركة السياسي خالد مشعل».
وقال عضو المكتب السياسي لـ «حماس» عزت الرشق لوكالة «رويترز» «أطلعنا الرئيس الايراني على جهود حماس لترتيب حوار فلسطيني فلسطيني والتواصل مع كل الفصائل الفلسطينية». وأضاف «أكد الرئيس الايراني وقوف بلاده مع الشعب الفلسطيني وحركة حماس».
(سانا، أ ف ب، يو بي آي)