تواصل بغداد جهودها الدبلوماسية من أجل تحريك عجلة الحوار بين واشنطن وطهران، الذي بدأ في العاصمة العراقية في أيار الماضي، في وقت يتصاعد فيه الجدل في شأن اعترافات الأكاديميَّين الأميركيين المعتقلين لدى السلطات الإيرانية، واللذين وصفت الولايات المتحدة الاتهامات الموجهة إليهما بأنها «مثيرة للسخرية».وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن بلاده تواصل مساعيها الدبلوماسية الحثيثة لعقد لقاء ثان بين الولايات المتحدة وإيران في بغداد على مستوى سفيري البلدين.
ونقل بيان للخارجية العراقية عن زيباري قوله، أثناء اجتماعه برئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، أمس، «ان هذا اللقاء له أهمية بالغة لأنه مخصص لبحث الأمور المتصلة بأمن العراق واستقراره»، مشيراً إلى أن اللقاء الثاني سيكون بإشراف وزارة الخارجية العراقية ومشاركتها كممثل للعراق. غير أن زيباري لم يحدد موعداً لعقد اللقاء المذكور، مكتفياً بالقول إنه سيعقد قريباً.
في هذا الوقت، قال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو، إن الأكاديميَّين الأميركيين الإيرانيي الأصل: هالة اصفندياري وكيان تاجبخش «لم يشاركا في النزاع الدائر بين الحكومة الإيرانية والحكومة الأميركية. إنه أمر مثير للسخرية الاعتقاد بأنهما قد يمثلان تهديداً للنظام» الإيراني. وأوضح «أنهما قدما إلى إيران بشكل مسالم»، مضيفاً «انهما خصّصا كثيراً من وقتهما وطاقتهما في محاولة إقناع الأميركيين بالتحرك بشكل اكثر هدوءاً تجاه الغيرانيين».
ووصفت أسرتا اصفندياري وتاجبخش الاتهامات الموجهة إليهما بأنها سخيفة.
وكان التلفزيون الإيراني الرسمي قد بثّ مساء أول من أمس مقتطفات من «اعترافات» اصفندياري وتاجبخش المعتقلين في سجن ايوين في طهران، بعد توقيفهما بتهمة الإساءة إلى الأمن القومي ومحاولة القيام بثورة «مخملية» ضد النظام الإسلامي.
وقالت اصفندياري «مهمتي كانت اختيار المحاضرين من خلال الاتصال بإيرانيين في أميركا أو الاتصال بالمثقفين الإيرانيين حين أزور إيران»، مشيرة إلى أن «الغرض هو التعرف على شخصيات مهمة.. وربطهم بشبكة تشكلت لهذه الغاية».
وتخللت تعليقاتهما صور التحركات الشعبية في كل من جورجيا وأوكرانيا للإشارة إلى أن الولايات المتحدة تضمر الخطط نفسها لإيران.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قد حذّر من «ثورة مخملية» مدعومة من الولايات المتحدة تستخدم المفكرين وآخرين لإحداث «تغيير في النظام».
وفي السياق، أكد قائد قوات حرس الثورة الإسلامية اللواء يحيى رحيم صفوي أنه «على قوات حرس الثورة الإسلامية وقوات التعبئة (البسيج) التصدي بحزم لأي إخلال ومساس بالأمن في البلاد». وأضاف اللواء صفوي، خلال اجتماعه بقوات الحرس والتعبئة في مدينه زاهدان جنوب شرق إيران، «ان الامن الدائم يتحقق بمعرفه المنطقة والعدو بشكل كامل». وقال إن «الهدف من وجود قوات حرس الثورة الإسلامية في هذه المحافظة هو إقرار الأمن المستديم».
ودعا صفوي «الحرس وقوات التعبئة إلى الدفاع عن إنجازات ومبادئ الحكومة الإسلامية بتواجدهم القوي في الساحة».
إلى ذلك، يرقد رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني آية الله علي مشكيني في قسم العناية المركزة في أحد مستشفيات طهران إثر إصابته بالتهاب في الرئة.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب، مهر، ارنا)