باريس ــ بسّام الطيارة
عماد لحّود تحدّث عن حسابات للرئيس السابق في لبنان والمغرب


تزامن استماع قاضي التحقيق في ملفّ «الوظائف الوهمية»، إلى جاك شيراك في إطار ملفّ «كلير ستريم»، مع كشف المتّهم اللبناني الأصل عماد لحود عن حسابات للرئيس الفرنسي السابق في المغرب ولبنان. فهل أجندة الملفّات الكثيرة التي تنتظر شيراك تسابق الوقت للاستماع إليه بعدما زالت الحصانة الرئاسية عنه؟
سؤال بات منطقياً بعد أن أمضى القاضي أربع ساعات وربع في المكتب الخاصّ لشيراك ليستمع إليه كـ«شاهد مُعاوَن»، وهي حالة قضائية تضع المستجوَب «بين وضعية المتّهم ووضعية الشاهد الممكن أن يتحوّل إلى متّهم» وتسمح له بالحصول على معاونة محام خلال الاستجواب والاطّلاع على مجمل الملف كما هي حال المتهم بعكس الشاهد.
ووصف محامي شيراك جان فييل جلسة الاستجواب بأنّها «قصيرة». وقال إنّها «تمّت بهدوء تام في جوّ رقيق مؤدّب». وأوضح أنّ تفسيرات «الرئيس المتّهم» التي أعطاها «كانت كاملة وشفّافة وتشرح دوره السابق كمسؤول عن حزب التجمع الشعبي الجمهوري»، مشيراً إلى أنّه «أوضح معرفته بما كان يحصل» في حزبه السابق.
لكنّ المحامي رفض الدخول في ما سماها «استراتيجية الدفاع» التي سيتبعها شيراك، ما يوحي بأنّ هذا الاستنطاق يجب أن يكون له متابعة في مستقبل قريب وألّا يكون خاتمة دور شيراك في هذا الملفّ.
وكان الرئيس الفرنسي السابق قد نشر «زاوية حرة» في صحيفة «لوموند»، أوّل من أمس، برّر فيها تصرّفات الأحزاب لتمويل نفسها «قبل أن تسنّ القوانين التي ضبطت تمويلها»، مشدداً على أن إصدار هذا القانون «تطلب 7 سنوات» بسبب «صعوبة الوضع الذي كان قائماً»، ومعرباً عن استعداده الكامل لمتطلّبات التحقيقات.
وقد لفت المراقبين تصريح فييل في هذا الشأن إذ قال «إن شيراك مسؤول مثله مثل كل مواطن عمّا قام به قبل تولّيه منصب الرئاسة» قبل أن يضيف أنّ الرئيس السابق سيجيب عن الأسئلة التي تطرح في الملفات التي ظهر اسمه فيها.
ويرى المحلّلون في هذا «محاولة لاستباق التهم» التي بدأت تتردّد عن ضلوع شيراك في ملف «كلير ستريم» إلى جانب رئيس وزرائه السابق دومينيك دو فيلبان، وهي قضية تزوير لوائح مصرفية وإدخال أسماء بعض السياسيين فيها بغرض «تلويث سمعتهم» وفي مقدّمهم الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي، الذي كان وراء الدعوى التي رفعت وقادت دو فيلبان إلى «وضعية شاهد مُعاوَن».
في هذا الوقت، أكّد لحود (39 عاماً) أنّ الجنرال المتقاعد في الاستخبارات الفرنسيّة فيليب روندو طلب منه «التحقيق» في حسابات مصرفية قد يكون شيراك يملكها «في المغرب ولبنان»، إلى جانب طلبه الأوّل التحقّق من حسابات أخرى في اليابان.
ولحّود، الذي شغل سابقاً منصباً رفيعاً في قسم المعلوماتية في مجموعة صناعة الطيران والدفاع الأوروبية «إي أيه دي أس»، كشف عن هذه المعلومات في إطار التحقيقات في قضيّة «كلير ستريم»، ووجّه اتهامات بالتورّط إلى الشاهد الأساسي في الملف الجنرال روندو، الذي اتّهم لحود بتزوير في قوائم ضبط القضاء عدداً من الملاحظات المدوّنة حولها.
ورداً على اتصال لوكالة «فرانس برس»، رفضت أوساط الرئيس الفرنسي السابق التعليق على هذا الموضوع، فيما يأتي الاستماع إلى شهادة لحود قبل 8 أيّام من استدعاء دو فيلبان واحتمال توجيه الاتهام إليه بـ«التآمر في بلاغ كاذب» في إطار القضية عينها.