تعيش الساحة السياسية التركية هذه الأيام حالة من الترقب والحذر، قبل يومين من الانتخابات النيابية المبكرة التي تجرى بعد غد الأحد، والتي تشكل منعطفاً حساساً في طريق العلاقة بين الإسلاميين والعلمانيين، فيما يتوقع عودة الأكراد إلى البرلمان بعد 13 عاماً من استبعادهم.ويسود التوتر بين الإسلاميين والعلمانيين منذ نيسان الماضي، عندما حاول رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ترشيح وزير خارجيته وذراعه اليمنى عبد الله غول رئيساً للجمهورية، ما دفع الأوساط العلمانية، وبينها الجيش، إلى اتهام حزب أردوغان «العدالة والتنمية» بالرغبة في العودة عن مبدأ الفصل الصارم بين الدولة والدين.
وأفاد استطلاع للرأي نشر أمس أن حزب العدالة والتنمية سيفوز بالغالبية المطلقة في البرلمان.
وجاء في الاستطلاع، الذي أجراه معهد «كوندا» على عينة من 3592 شخصاً بين الرابع عشر والخامس عشر من تموز ونشرته صحيفة «راديكال»، أن الحزب الحاكم سيحصل على 42.6 في المئة من الأصوات.
وبذلك سيفوز حزب أردوغان بما بين 310 و340 مقعداً من أصل 550 في الجمعية. بينما أفاد معهد «كوندا»، أن الحزب قد يفوز بنحو 47.9 في المئة إذا تم احتساب أصوات المترددين.

ويتوقع أن تحصل أكبر قوة معارضة في البرلمان، وهي حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديموقراطي)، على 17.3 في المئة من الأصوات، أي ما بين 100 إلى 120 نائباً.
كذلك يرتقب أن يتخطى حزب ثالث، هو حزب العمل القومي، عتبة العشرة في المئة من الأصوات الضرورية على الصعيد الوطني للدخول الى البرلمان وأن يحصل على نحو 12.5 في المئة من الأصوات (ما بين سبعين إلى تسعين نائباً).
كما توقع الاستطلاع أن يحصل المرشحون المستقلون ومعظمهم من الأكراد على 5.7 في المئة من الأصوات ما يعادل 25 إلى 35 نائباً.
وسيترشح 60 عضواً من الحزب من أجل مجتمع ديموقراطي (الكردي) بصفة مستقلين في استراتيجية تهدف إلى الالتفاف على قاعدة الحصول على 10 في المئة من الأصوات، والتي تخول حزباً ما الدخول الى البرلمان.
وتتمحور حملة المرشحين في محافظة ديار بكر ذات الغالبية الكردية، حول موضوع المصالحة بين الأتراك والأكراد. ويدعون أنقرة الى التخلي عن الخيار العسكري ضد حزب العمال الكردستاني (المحظور) وإلى زيادة حقوق هذه الأقلية لإفساح المجال أمام تسوية سلمية للنزاع الذي يعود إلى 23 سنة.
وقالت المرشحة الكردية ايسل توغلوك «نعلم أنه سيكون أمراً صعباً، لكننا سنتصرف بتعقل. سيتعلم الناس كيف يتعرفون إلينا بشكل أفضل في البرلمان وسيرون أننا لسنا وحوشاً».
بدوره، قال المرشح الكردي، صلاح الدين دميرتاس، إن «حزب العمال الكردستاني ليس فقط عصابة رجال مسلحين، إنه يحظى بدعم قوي لدى الشعب الكردي»، مضيفاً إن «إدانته تعني إدانة الشعب».
(ا ف ب، رويترز)