بدأ رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس زيارة إلى فرنسا لتوطيد العلاقات، بعد الخلافات التي أثارها غزو العراق بين البلدين. وأعلن مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، سلسلة من المبادرات المشتركة، أبرزها زيارة مرتقبة إلى دارفور غرب السودان. وركزت محادثات ساركوزي وبراون، الذي يقوم بزيارته الثانية إلى الخارج بعدما خلف طوني بلير، على نزاع دارفور ومكافحة التغيّرات المناخية ومشاريع الدفاع المشترك ومكافحة الارهاب.
وشدّد ساركوزي، في مؤتمر صحافي مشترك في الإليزيه، على أنّ «هناك ارادة مشتركة للعمل على توطيد العلاقات بين باريس ولندن واتّخاذ مبادرات تدفع بأوروبا قدماً في معظم الملفات التي جرى التطرّق إليها».
وأعرب الزعيمان عن استعدادهما للتوجّه معاً إلى دارفور. وأوضحا أنّ «الزيارة متوقعة بعد استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى نشر قوات مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتّحدة قوامها 20 ألف جندي».
وأعلن الرئيس الفرنسي أنّ الطرفين سيبلغان السودان عن طريق وزارتي الخارجية الفرنسية والبريطانية عن عدم امكان استمرار الوضع في دارفور وإلزامية أن يتوّقف الوضع الانساني المأساوي في الإقليم.
وفي القضية البيئية، أعلن الطرفان أنهما سيقترحان على الشركاء الأوروبيين خفض ضريبة القيمة المضافة على المنتجات النظيفة بيئياً. وقال ساركوزي «سنطلب من وزيري المال البريطاني والفرنسي التوجّه الى المفوضية (الأوروبية) في أقرب وقت ممكن لتقديم اقتراح إلى شركائنا الاوروبيين أن تستفيد المنتجات النظيفة بيئياً من خفض ضريبة القيمة المضافة مثل السيارات النظيفة مثلاً»، مشيراً إلى أنّها «مبادرة فرنسية ـــــ بريطانية».
كذلك أعلن الطرفان عن تعاون في مجال الدفاع بين لندن وباريس. وقال الرئيس الفرنسي إنّه «سيصار إلى إعلان قرار قبل نهاية السنة خلال القمّة الفرنسية ـــــ البريطانية بشأن بناء حاملة طائرات بالاشتراك مع بريطانيا».
وبالرغم من مختلف أوجه التعاون التي أبداها الطرفان، برزت خلافات بشأن المفاوضات المتعلقة بتحرير التجارة العالمية؛ ففيما حذّر براون من الإجراءات الحمائية، دعا ساركوزي الى فتح الأسواق لكن على أساس المعاملة بالمثل.
وكانت العلاقات بين باريس ولندن إبّان حكم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير متوتّرة بسبب بعض القضايا وأبرزها الحرب على العراق.
(رويترز، أ ف ب)