strong>النروج تعترض مقاتلتين روسيّتين... وبراون «لن يتسامح» مع قاتل ليتفينينكو
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أنّ بلاده «مستعدّة» لـ «تطبيع» علاقاتها مع بريطانيا، فيما أفادت مصادر عسكريّة نروجيّة أنّه جرى اعتراض مقاتلتين روسيّتين للمرّة الثانية منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسيّة بين موسكو ولندن بداية الأسبوع الجاري، التي كان أحد عناوينها الإعلاميّة أمس سؤال: هل أندريه لوغوفوي مشكوك فيه في موسكو في اغتيال رجل الاستخبارات الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو؟
وعلى هامش اجتماع اللجنة «الرباعية» الدولية للسلام في الشرق الأوسط في لشبونة، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسيّة للأنباء عن لافروف قوله، بعد لقائه نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، «نحن مستعدون لتطبيع العلاقات (مع بريطانيا)، إلّا أنّنا نرى أنّها يجب أن تستند إلى احترام مصالح (البلدين) والحكمة»، مشدّداً على أنّنا «لسنا من جعل هذه المسألة القضائية سياسية»، في إشارة إلى طلب لندن تسليم لوغوفوي، المرفوض روسياً على قواعد دستوريّة.
وعن «الاستغراب وخيبة الأمل» في بريطانيا لتعليق موسكو «التعاون في مكافحة الإرهاب»، أوضح لافروف أن لندن هي من بدأ به عندما أوقفت تعاونها مع «جهاز الأمن الروسي» (أف أس بي). وأضاف «شدّدنا على أنّ هذا الجهاز هو المنسّق الأساسي لحربنا ضدّ الإرهاب» لذا فإنّ «ما فعلناه يتبع الوضع الذي فرضه» البريطانيّون.
وغداة إعلان المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنّ لوغوفوي، الذي عمل سابقاً في جهاز الاستخبارت الروسيّة (كاي جي بي)، «مشتبه به في روسيا أيضاً»، أكّد لافروف أنّ بلاده لم تتلقّ «أيّ وثيقة» من السلطات البريطانية «تدعم اتهاماتها ضدّه».
ورأى رئيس مؤسّسة «موسكو بار» للاستشارات القانونيّة، جنري ريزنيك، في حديث إلى وكالة «أسوشييتد برس»، أنّ المحقّقين الروس في قضيّة ليتفينينكو تصرّفوا في تعاونهم مع لندن وفقاً للدستور، واقترح أنّ تقدّم الاستخبارات البريطانيّة معلوماتها لنظيرتها الروسيّة في هذا السياق، «لأنّ الموضوع هام جدّاً بالنسبة إلى موسكو نظراًَ للأجواء السيّئة التي تحيط به».
في هذا الوقت، قال المتحدّث باسم هيئة أركان الجيش النروجي جون إنج أويغلند في ستافانغر (جنوب غرب النروج) إنّه تمّ رصد مقاتلتين روسيّتين استراتيجيّتين من طراز «تي يو 160 بلاك جاك» كانتا متوجهتين غرب بحر بارنتس فوق بحر الشمال، ما استدعى إرسال مقاتلتين نروجيتين من طراز «أف 16» إلى المنطقة لاعتراضهما.
ولفت أوينغلند، في حديث لوكالة «فرانس برس»، إلى أنّ «الأمر غير اعتيادي بعض الشيء، لأنّه مضى وقت طويل لم نر فيه مقاتلات روسية في أقصى الشمال»، وخصوصاً أنّ حادث يوم أمس سبقه رصد مقاتلتين روسيتين من طراز «تي يو 95» في المجال الجوي الدولي بين ستافانغر ومدينة أبردين الاسكتلندية أوّل الأسبوع الجاري.
وفي باريس، دافع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، في تصريح صحافي على هامش زيارته للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، عن مواقف بلاده في التأزّم الحاصل، موضحاً «اضطررنا إلى اتّخاذ قرارات صعبة في قضيّة تسليم لوغوفوي، إلّا أنّنا لن نتسامح مع اغتيال مواطن بريطاني على أراضينا» في إشارة إلى مقتل ليتفينينكو البريطاني الجنسيّة، بتسميمه بمادّة «بولونيوم 220» في أحد فنادق لندن.
من جهة أخرى، اتّهم السفير البريطاني السابق لدى واشنطن، كريستوفر ماير، الذي سبق أن خدم في موسكو، رئيس الوزراء السابق طوني بلير بـ«الفشل في حماية المصالح البريطانية أثناء تعامله مع روسيا».
ونقلت صحيفة «إندبندانت» البريطانيّة عن ماير قوله «كان لدى بلير وهم بشأن ما يمكن أن ينجزه من وراء العلاقة مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وكذلك الرئيس (الأميركي) جورج بوش، وكان ذلك اعتقاداً سخيفاً، وعقد لقاءً معه قبل أن يصبح رئيساً، والسؤال بعد أن أقام هذه العلاقة: ما الذي فعله بلير لخدمة مصالح بريطانيا؟».
إلى ذلك، كشف رئيس إدارة الحدّ من الأسلحة التقليدية في وزارة الخارجية الروسية أنتون مازور عن نيات بلاده بدء التفاوض في الخريف المقبل على معاهدة جديدة للقوّات التقليدية في أوروبا، التي أعلنت موسكو تعليقها العمل بنسختها الأساسيّة في الأسبوع الماضي.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)