عند معسكر صيفي يقع بجوار بحيرة سيليغر، التي تبعد مسافة خمس ساعات في السيارة شمالي موسكو، يتعلّم عشرة آلاف شاب روسي تراوح أعمارهم بين 18 و23 عاماً لماذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «زعيم رائع»، ولماذا خصومه «أشرار وفاشيون».والاستثناء الوحيد للصورة العامة للنظام والنظافة الشديدة، هو أكواخ خشبية يحيط بها زجاج مكسور ومستوطنة وهمية محجوزة لكتلة «روسيا الأخرى»، وهي ائتلاف سياسي يضم خصوم الرئيس الروسي. وفي منتصف المعسكر، وُضعت صور ضخمة لزعماء كتلة «روسيا الأخرى»، كُتب عليها «شارع الجنس». وتمّ تصوير ثلاثة زعماء روس آخرين، بينهم غاري كاسباروف، بطل العالم في الشطرنج، على أنهم «عاهرات». وقالت لينا، التي تبلغ من العمر 20 عاماً وجاءت من سان بطرسبرغ وهي تسير بجوار الصور، «لم أكن أعرف أنّ هؤلاء الناس فاشيون، إلى أن أتيت إلى هنا».
وتتولّى إدارة المعسكر، الذي يستمر أسبوعين، منظمة «ناشي» وهي أكبر منظمة شبابية مؤيدة للكرملين (تضمّ نحو 100 ألف عضو في أنحاء روسيا). وتعني «ناشي» باللغة الروسية، «الذي نمتلكه»، ويموّلها الكرملين. وفي ثالث معسكر صيفي سنوي تنظّمه منظمة «ناشي» عند البحيرة المذكورة، ارتدى عدد كبير من بين عشرة آلاف ناشط من أعضائها، قمصاناً قطنية حمراء كتبت عليها شعارات تصف عظمة روسيا وبوتين.
وفي المعسكر، يُمنَع شرب الخمر، لكن الأنشطة الأخرى تلقى تشجيعاً. ويزيّن المعسكر ملصقاً عن الحيوانات التي انقرضت بسبب عدم ممارسة الجنس بدرجة كافية، في دعوة لمكافحة انخفاض الولادات في روسيا.
(رويترز)