strong>علي حيدر
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، أن السعودية باتت تخشى من انعكاسات مبادرة السلام التي طرحها الملك عبد الله قبل خمس سنوات على وضعها الداخلي، مشيرة إلى أن البلاط الملكي السعودي يريد، خلافاً لموقف الإدارة الأميركية وإسرائيل والأردن ومصر، إشراك ممثلين كبار من «حماس» في المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا الرئيس جورج بوش إلى عقده.
ونقلت الصحيفة عن جهات أمنية إسرائيلية رفيعة قولها إنها «تتابع مراحل هرب ملك السعودية» من المبادرة، الذي أرجعته إلى «مخاوف من الخطر الإيراني، ومن عمليات إرهابية ترعاها إيران ومنظمة القاعدة». وأوضحت المصادر نفسها أن الملك السعودي، بحسب المعلومات المتوافرة لديها، «ذُعر وانطوى على مبادرة السلام ورمى الكرة السياسية في يد الملك الأردني عبد الله الثاني».
وأضافت الصحيفة إن رئيس الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، أثار خلال لقاءاته الأسبوع الماضي المسؤولين الكبار في الإدارة في واشنطن، «الانسحاب» السعودي من مبادرة السلام العربية، وأوصى بوش بأن يذكر في كلمته السعودية كدولة معتدلة تؤيد مؤتمر السلام إلى جانب الأردن ومصر. لكنّ بوش، الذي تلقى معلومات استخبارية مشابهة عن «الهرب» السعودي، لم يستجب لتوصية سليمان، وذكر في خطبته أنه ستُدعى إلى مؤتمر السلام «دولاً مجاورة في المنطقة».
وفيما يؤكد خبراء إسرائيليون في الاستخبارات أن السعوديين «مذعورون من الخطر الإيراني الذي يفرض الآن نزولهم تحت الأرض»، رأت الجهات الأمنية الإسرائيلية أن «ما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت سابقاً عن النقاط السرية بين رئيس الوزراء إيهود أولمرت ومستشار الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان، زاد الذعر والحرج والمخاوف في القصر الملكي في الرياض».
وتابعت الصحيفة أن السلطات الأردنية تتابع بقلق «انقلاب» الموقف السعودي، مشيرة إلى أن الملك الأردني بادر في الأسابيع الأخيرة إلى عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين كبار، رمت إلى دفع المبادرة السعودية «في غياب السعوديين».
وأشارت الصحيفة إلى أن الملك الأردني هاتف نظيره السعودي، الذي أصر على إعادة تشكيل حكومة وحدة بين «فتح» و»حماس». وأضافت إن عبد الله الثاني بيّن له الآثار الخطيرة للتحلل من المقاطعة الدولية لـ«حماس»، لكن الملك السعودي «أصر على ضم حماس» إلى الحكومة. وختمت بأن عبد الله سارع، بعد هذه المكالمة، إلى الاتصال ببوش وطلب أن يلقاه على عجل لتناول «الهرب السعودي من مبادرة السلام».