قال النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام إن «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة، التي شكّلها مع جماعة «الإخوان المسلمين»، «استطاعت أن تضع نفسها في موقع متقدّم من العمل من أجل إجراء التغيير ونجحت في العمل داخل سوريا». وأضاف إن «الجبهة قطعت شوطاً جيداً في مجال التعبئة والإعداد لمرحلة التغيير وأصبحت حقيقة سياسية ووطنية وعربية وإقليمية ودولية»، مشيراً إلى أن القيادة المؤقتة لحزب «البعث»، التي أعلن عن تأسيسها الشهر الماضي، «ليست بديلاً عن الجبهة».وقال خدام، في مقابلة مع وكالة «يونايتد برس انترناشونال» أول من أمس على هامش اجتماع الأمانة العامة لجبهة «الخلاص» في بروكسل، إنه «تمّ الإعلان عن القيادة المؤقتة بعد اتصالات، لكن الفكرة كانت مقرّرة منذ أن كنت في سوريا ونوقشت مع عدد من القياديين هناك، إلا أن الإعلان عنها في تلك المرحلة، وفي ظل النظام القائم، كان أمراً غير ممكن».
وعن عدد الحزبيين الذين انضموا إلى القيادة المؤقتة، قال خدام إن «المسألة لا تُقاس بالعدد بل بالتيار، هناك تيار معارض للنظام وواجب ومسؤولية القيادة المؤقتة لحزب البعث هو تأطير هذا التيار».
وأقرّ خدام بوجود معوقات أمام عمل جبهة «الخلاص». وقال «نحن نعمل لإسقاط النظام وهذا النظام له هيكليته ومؤسساته وأجهزته وتحالفاته، ومن الطبيعي أن نواجه معوقات، لكننا نعمل دائماً على تجنّبها وتجاوزها وصارت الآن أسهل من المرحلة الماضية، وأنا على قناعة تامة بأن نظام الرئيس بشار الأسد يمرّ في أسوأ حالاته».
وعن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى دمشق، قال خدام «بشار الأسد جزء من الأدوات الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة ومن الطبيعي أن يأتي رئيس إيران إلى دمشق لدعمه لأنه في وضع صعب ومحاصر دولياً وإقليمياً، وتورطه في لبنان وغزّة سبب له مشاكل كبيرة. كما أن تقرير (سيرج) براميرتس فيه مؤشرات واضحة بالاتهام، لذلك فإن الزيارة كانت لمجرد الدعم».
وأضاف خدام «إن عزوف الأسد في خطابه الأخير عن التطرّق إلى لبنان بالشكل الذي اعتاد أن يتحدث فيه يعود على ما يبدو إلى أنه تلقّى نصيحة بأن يغفل هذا الجانب كي لا ينفعل ويخلط الأمور».
إلى ذلك، أعلنت «جبهة الخلاص»، في البيان الختامي لاجتماع أمانتها العامة أمس، رفضها أي اتفاق سلام يعقده الأسد مع إسرائيل. وقالت «إنها ستعدّه اتفاقاً لا شرعيّة له بين رئيس مغتصب للسلطة ودولة محتلة»، مشيرة إلى «أن استمرار هذا النظام لا يؤدي فقط إلى زيادة معاناة الشعب السوري، بل إلى نمو تنظيمات متطرفة في سوريا تستخدم أداة في الصراعات الإقليمية».
(يو بي آي)