التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس مع رئيسة الكنيست داليا ايتسيك في عمان، قبل الزيارة المرتقبة للمبعوث الجديد للجنة الرباعية طوني بلير إلى المنطقة غداً ولقائه الرئيس الفلسطيني.وقال المتحدّث باسم السفارة الإسرائيلية في عمان، ايتاي باردوف، إن ايتسيك وعباس اجتمعا لأكثر من ساعة في منزل الرئيس الفلسطيني في عمان «في ظل أجواء حميمية جداً» قبل أن تعود إلى إسرائيل.
وشوهد عباس في وداعها يصافحها ويقبلها على خدّها، بحسب مراسل «فرانس برس».
وقال مصدر دبلوماسي فلسطيني إن عباس بحث مع ايتسيك في عملية السلام وأكد على ضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى سلام شامل في المنطقة يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلّة. وأضاف أن عباس أكد لإيتسيك أيضاً ضرورة إطلاق عملية سلام ذات صدقية وبرعاية دولية.
وكان كل من ايتسيك وعباس قد وصلا إلى عمان لإجراء محادثات منفصلة مع وزير الخارجية الأردني عبد الاله الخطيب بشأن إحياء مبادرة السلام في المنطقة.
وتناول لقاء ايتسيك مع الخطيب دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش إلى عقد مؤتمر حول عملية السلام، إضافة الى زيارة إلى اسرائيل ينوي الوزير الاردني ونظيره المصري احمد ابو الغيط القيام بها بعد غد الأربعاء.
ووفقاً لوكالة الأنباء الاردنية الرسمية (بترا) أكد الخطيب، خلال اللقاء، «مركزية القضية الفلسطينية وضرورة المضي قدماً في مسار سياسي يقود ضمن إطار زمني محدد إلى إيجاد حلّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية وصولاً إلى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».
كذلك شدّد الخطيب على «ضرورة العمل على دعم الشرعية الفلسطينية وجهود السلطة الفلسطينية ومساعدتها، وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني ورفع القيود المفروضة عليه بهدف تحسين ظروفه المعيشية».
ونقل عن الخطيب قوله لإيتسيك إن «زيارتنا إلى إسرائيل تأتي في إطار إعادة تفعيل مبادرة السلام العربية على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبطريقة تضمن السلام والأمن لجميع شعوب المنطقة».
ومن المقرر أن يلتقي الخطيب اليوم بلير في بداية مهمة وصفت بأنها «مستحيلة». وأعلنت مصادر رسمية أن بلير سيلتقي غداً الثلاثاء عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت، كلًّا على حدة.
إلى ذلك، حذّر الرجل الذي سيقدم النصائح إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق في منصبه الجديد، من أن طوني بلير سيفشل في مهمته الرامية إلى إنعاش عملية السلام في المنطقة إذا لم يبدأ الغرب في التعاطي مع «حماس».
وقال دانيال ليفي، في مقابلة مع صحيفة «صندي تليغراف»، «إن تنظيم القاعدة يمكن أن يكسب المزيد من الأنصار بين أوساط الفلسطينيين المستائين ما لم يتم السماح بالانخراط في حركة حماس التي تراها إسرائيل وأميركا ودول غربية أخرى جماعة إرهابية».
وأضاف ليفي، أن «الجهود التي يبذلها الغرب لتعزيز موقف الرئيس الفلسطيني يمكن أن تفشل إذا تجاهل حقيقة أن حماس تسيطر على قطاع غزة الذي يعدّ جزءاً من أراضي السلطة الفلسطينية»، مشيراً إلى أن سجلّ بلير في إيرلندا الشمالية «يتيح له استيعاب وجود حاجة للتحاور مع المتطرفين».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)