غزة ــ رائد لافي
تصفيــة هنيّــة والزهّــار وصيــام والحيــة وتدميــر مقــارّ «التنفيذيــة» و«القسّــام» قبــل الدخــول البــرّي


علمت «الأخبار» أمس من مصادر فلسطينية رسمية في غزة أن حركة «حماس» وحكومتها في القطاع تلقّتا تحذيرات ساخنة من دول عربية وغربية في شأن خطة أعدّتها إسرائيل لعدوان واسع خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقالت المصادر الرسمية إن دولتين، إحداهما عربية والثانية أوروبية، أبلغتا حركة «حماس» بالخطة. وأضافت إن قوات الاحتلال ستعمل، في سبيل تقويض «الحكم الحمساوي» في القطاع، على استهداف أربعة قادة بارزين من «العيار الثقيل» في الحركة، وهم رئيس وزراء الحكومة المقالة اسماعيل هنية، ووزيرا الشؤون الخارجية والداخلية السابقان الدكتور محمود الزهار وسعيد صيام والقيادي النائب خليل الحية.
وتابعت المصادر أن «الهجوم الإسرائيلي بشقيه البري والجوي، سيشمل تدمير مواقع سرية وأخرى علنية لقادة كتائب عز الدين القسام، ومقار للقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، ومقار للأجهزة الأمنية التي وقعت في قبضة الحركة أخيراً».
وبحسب المصادر، فإن الهجوم البري الإسرائيلي سيبدأ كالمعتاد من مناطق حدودية بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، وهي المناطق الممتدة على الأطراف الشرقية والشمالية للقطاع وتمثّل مناطق زراعية خالية نسبياً من الفلسطينيين، لكن دائرة التوغل قد تتّسع إذا لم تجابه قوات الاحتلال بمقاومة تمنعها من التقدّم، مرجحة أن تلجأ قوات الاحتلال إلى عمليات إنزال في مناطق محددة في القطاع لتنفيذ عمليات نوعية.
وكانت مصادر أخرى قد قالت في وقت سابق لـ«الأخبار» إن الدولة العبرية أبلغت دولاً عربية وأوروبية نيتها شن هجوم عسكري واسع على القطاع، وطالبتها بأن تسحب رعاياها منه خشية على حياتهم، وهو ما بدا واضحاً من مغادرة معظم رعايا ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والمكسيك ودول عربية وغربية أخرى.
وربطت المصادر الرسمية السابقة بين الهجوم الإسرائيلي المتوقع، وبين تصريحات صدرت عن مصادر «فتحاوية» مقرّبة من الرئيس محمود عباس، وقيادة السلطة في رام الله، في شأن استعادة السيطرة على القطاع من حركة «حماس» خلال فترة زمنية بسيطة قد لا تتعدّى أشهراً.
وقالت المصادر إن جهاز الأمن في حركة «حماس» يعكف حالياً على «رصد تحركات مريبة» لعناصر في حركة «فتح» والأجهزة الأمنية السابقة في القطاع، مشيرة إلى أنه تم الكشف في غير منطقة من القطاع عن نشاط لمجموعات من هذه العناصر تحاول تكوين مجموعات عمل صغيرة، وشراء سلاح وذخيرة.
واستدلت المصادر على «النشاط المريب» لهذه العناصر بالارتفاع المطّرد في أسعار السلاح والذخيرة في القطاع، ما يشير إلى أن الطلب على السلاح في ازدياد مستمر،؛ ففيما انخفض سعر العيار الناري الواحد لبندقية «الكلاشنيكوف» إلى شيكل ونصف شيكل (الدولار يعادل 4.2 شيكل) عقب سيطرة «حماس»، ارتفع السعر إلى خمسة شواكل في الآونة الأخيرة.
وفي السياق، اتهم المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم الإدارة الأميركية بدعم «الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني». وقال «أصبح من الواضح تماماً أن الإدارة الأميركية، التي تدعم الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، لا تزال تصرّ على الهيمنة على قرارات اللجنة الرباعية لتحقيق مصالح أميركية فقط على حساب مقدّرات الشعوب المظلومة تصب لمصلحة المشروع الصهيو ـــــ أميركي القائم على أساس تعزيز الانشقاقات وإسقاط الكيانات».
في المقابل، اتهمت مصادر في «فتح» أمس «حماس» بالسعي إلى تأليف نواة للقوة التنفيذية في الضفة الغربية، وهو ما نفته القوة. وقال المتحدث باسمها، إسلام شهوان، «إن القوة التنفيذية لم تكلف أي أحد بتأليف قوة تنفيذية في الضفة»، موضحاً أن «كل ما أُعلن عن تأليف القوة في الضفة محض افتراءات لا أساس لها من الصحة».
من جهة ثانية، نفت حركتا «حماس» و«الجهاد» ما تناقلته وسائل الإعلام عن اشتباكات بينهما. وقال المتحدث باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، إن «هذه مجرد مزاعم غير صحيحة ومحض كذب وافتراء تروجه وسائل إعلام مسمومة».
أمّا القيادي في «الجهاد» نافذ عزام فقال، من جهته، «إن ما حدث هو مجرد سوء تفاهم».
وأضاف «لم تحدث أي اشتباكات وما حصل ليس إلا سوء تفاهم بسيط وتم حله لأن مثل هذه المواقف واردة، ولكن الجميع متفق على مبدأ المقاومة».
وكانت مصادر محلية وشهود عيان قد تحدثوا عن وقوع اشتباكات مسلحة أول من أمس، بين عناصر من القوة التنفيذية التابعة لحركة «حماس» و«سرايا القدس» التابعة لـ«الجهاد» في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر محلية إن الاشتباك اندلع بعد قيام عناصر من «السرايا» بزرع عبوات ناسفة لقوات الاحتلال قرب معبر صوفا شرق رفح «لكنهم فوجئوا بعد زرعها بقيام عناصر من تنفيذية حماس بتفكيكها ومحاولة الاستيلاء عليها ودارت اشتباكات مسلحة بين الجانبين لم تسفر عن وقوع إصابات».
وفي رواية أخرى، قال شهود عيان «إن سرايا القدس كانت تحاول قصف معبر صوفا بقذائف الهاون وحاول عناصر القوة التنفيذية منعهم الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين».
إلى ذلك، قال مسؤول حدودي مصري أمس إن «السلطات الإسرائيلية سمحت بإدخال 250 طناً من الطحين الى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، فيما تبقى نحو 400 طن أخرى يجرى التنسيق مع الجانب الاسرائيلي لإدخالها».