strong>4 قتلى أميركيين والحزب الإسلامي يرفض الانضمام إلى «جبهة المعتدلين»
أطلّ المشهد العراقي السياسي أمس على حدثين بارزين، قد يجد المراقبون رابطاً بينهما؛ إعلان السفارتين الأميركية والإيرانية في بغداد تثبيت موعد اليوم لاجتماع السفيرين رايان كروكر وحسن كاظمي قمّي برعاية وزارة الخارجية العراقية، وأنه سيكون «بشأن العراق فقط». والإعلان عن إلغاء مؤتمر «القوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال»، الذي كان مقرّراً عقده في دمشق أمس، وسط معلومات تفيد أنّ قرار الإلغاء السوري جاء بناءً على طلب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من الرئيس السوري بشّار الأسد خلال اجتماعهما في العاصمة السورية يوم الخميس الماضي.
ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن كاظمي قمّي قوله، بعد لقائه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد أمس، أن نية إيران الحقيقية في عقد المحادثات «مع أكبر خصومها السياسيين (الولايات المتحدة) هي مساعدة الحكومة العراقية وشعب العراق»، من دون أن تطال بقيّة ملفات الخلاف بين طهران وواشنطن.
أمّا المتحدّث باسم البيت الأبيض شون ماكورماك فتمنّى من جهته أن «تُجدي الاجتماعات إلى دفع طهران إلى تغيير سلوكها في العراق، ليس كما حصل في الجولة الأولى التي عُقدت في أيار الماضي».
ورغم أنّ آمال توصُّل المباحثات إلى نتائج كبيرة على الساحة العراقية تعدّ ضئيلة، بما أن كل من الولايات المتحدة وإيران تتمسّكان بأجندتهما العراقية الخاصة، أشارت مصادر كانت ستشارك في دمشق أمس في الإعلان عن الجبهة السياسية لـ«القوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال»، إلى أن قرار إرجائه اتخذته القيادة السورية بعد لقاء نجاد والأسد في دمشق الأسبوع الماضي، إفساحاًَ في المجال أمام الاجتماع على مستوى السفراء بين طهران وواشنطن. وأكّد المسؤولون في القوى العراقية، الذين أتى بعضهم من العراق، وبعضهم الآخر من مسؤولي حزب البعث العراقي الذين يعيشون في سوريا، في مؤتمر صحافي عقدوه أمس في دمشق للإعلان عن إلغاء المؤتمر، أنّ القيادة السورية «أفهمتنا بوضوح أنّ الوقت ليس مناسباً لعقد المؤتمر».
وفي سياق آخر، نقلت وكالة «رويترز» أمس عن مسؤول حكومي شيعي وصفته بـ«الرفيع» قوله إنّ القادة العراقيين الخمسة الرئيسيين (الرئيس جلال الطالباني ونائبه طارق الهاشمي، ورئيس الحكومة نوري المالكي، ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى للعراق السيد عبد العزيز الحكيم)، يتحضّرون للاجتماع يوم الجمعة المقبل في سلسلة لقاءات «ماراثونية» للبحث في حلول عاجلة للأزمة السياسية المستعصية منذ أشهر.
وقال المصدر إنّ هناك احتمالاً كبيراً لأن يتم توسيع دائرة المدعوين إلى الاجتماعات لتضمّ رئيس الوزراء الأسبق، رئيس «القائمة العراقية الموحّدة» إياد علاوي للبحث في جدول أعمال سيتضمّن جميع القضايا الإشكالية «الحسّاسة»، وفي مقدمتها التعديلات الدستورية، ووضعية مدينة كركوك، والمقاطعة السنية للعملية السياسية.
وبعدما كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن احتمال قبول «الحزب الإسلامي» السنّي، بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، الدخول في ما بات يُسمّى الجبهة الرباعية، أو «جبهة المعتدلين»، الداعمة للحكومة الحالية، والتي تضمّ الحزبين الكرديين و«حزب الدعوة» و«المجلس الإسلامي العراقي الأعلى»، أعلن الحزب الإسلامي رفضه المطلق للانخراط في «تحالفات جديدة مع من حاربه وحاصره وهمّشه وينتظر الفرصة المناسبة للقضاء عليه».
من جهة أخرى، قال الناطق الرسمي باسم «جبهة التوافق العراقية» سليم عبد الله الجبوري أمس إن هناك اتفاقاً أُبرم بين الكتل السياسية بشأن رئيس البرلمان محمود المشهداني، يقضي بأن تتكفّل الجبهة بأن يدير المشهداني الجلسات وفقاً للنظام الداخلي، نافياً وجود تاريخ محدّد اتَُفق عليه لاستبداله.
في المقابل، قال النائب عن «الائتلاف العراقي الموحد» علي العلاق إنّ كتلته «ما زالت مصرّة على استبدال محمود المشهداني»، مؤكّداً أنّ استبداله سيتم «بعد إقرار قانون استبدال الأعضاء، لكون الكتل البرلمانية ترغب في ذلك».
ميدانياً، اعتقلت القوات الأميركية أمس مدير مكتب منظمة بدر في الحلّة، مهنّد نجم عبيد الوائلي، فيما أعلن الجيش الأميركي أن 4 من جنوده قُتلوا في العراق خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وبينما أُلقي القبض على منفّذ جريمة اغتيال مسؤول الحقوق الشرعية في مكتب المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني وأحد مساعديه البارزين الشيخ عبد الله فلك الذي قُتل طعناً أوّل من أمس، سقط نحو 30 عراقياً في قصف أميركي وتفجيرات انتحارية في أنحاء المدن العراقية.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
يو بي آي، رويترز، د ب أ)