غزة ــ رائد لافيالقاهرة ــ خالد محمود رمضان

أعرب مسؤول مصري رفيع المستوى، أمس، عن خشية القاهرة من عدوان إسرائيلي على القطاع يساهم في تدهور الأوضاع، مشيراً إلى أن لدى بلاده «دواعي وأسباباً حقيقية للإعراب عن قلقها»، في وقت أصيب فيه 15 فلسطينياً في غارة استهدفت أحد المنازل في غزة، فيما اتهمت «حماس» حركة «فتح» بمساعدة إسرائيل في اعتقال مقاوميها في الضفة الغربية.
وقال المسؤول المصري، لـ«الأخبار»، إن «ما يتردد عن اعتزام إسرائيل تنفيذ عملية واسعة النطاق لإنهاء سيطرة «حماس» على قطاع غزة مؤشر خطير إلى إمكان تدهور الوضع الأمني والعسكري هناك». ودعا «حماس» إلى «عقلنة مواقفها والانصياع إلى الشرعية التي يمثلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس».
في هذا الوقت، استغلت حركة «حماس» أمس اعتداء حرس عباس على نجلي الأسير مروان البرغوثي في مدينة رام الله لتسليط الأضواء على الهجمات التي تمارسها الأجهزة الأمنية الموالية لحركة «فتح» ضد عناصرها في الضفة الغربية، التي شهدت موجة جديدة من المواجهات «الجامعية» بين الطرفين، أوقعت أكثر من 30 جريحاً.
واستهجنت حركة «حماس» ورئاسة المجلس التشريعي «صمت» الرئيس الفلسطيني على تصرفات حرسه في الضفة الغربية، «حتى وصل بهم الأمر إلى حد الاعتداء الآثم بالضرب المبرّح والإهانة لعائلة البرغوثي على أحد حواجز حرس الرئيس».
وكان نجلا الأسير البرغوثي، قسام وشقيقته ربى، قد تعرضا مساء أول من أمس للضرب والتنكيل من قبل أفراد دورية تابعة لقوات حرس الرئاسة، بالقرب من مقر عباس في رام الله.
وقال عصام البرغوثي، شقيق مروان البرغوثي، إن الرئيس الفلسطيني قرر تشكيل لجنة تحقيق في حادثة الاعتداء. وأضاف: إن مسؤولين من مكتب عباس زاروا منزل عائلة البرغوثي للاطمئنان على قسام، وإنهم أعلموا الأسرة بتشكيل لجنة تحقيق في الحادثة.
وفي السياق، تجددت الاشتباكات الطالبية بين حركتي «فتح» و«حماس» أمس في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حيث أصيب أكثر من 30 شخصاً.
وحمّلت إدارة الجامعة الكتلة الإسلامية، الذراع الطالبي لحركة «حماس»، مسؤولية اندلاع الأحداث، بعدما «تجاوزت القوانين التي وضعتها إدارة الجامعة بمنع أي نشاط لأي كتلة طالبية كانت منذ الأحداث الأخيرة التي حصلت في قطاع غزة».
أما الكتلة الإسلامية فقد اتهمت مسلّحين من حركة «فتح» برش الغاز على طالبات الكتلة في الجامعة، مضيفة إن أجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلت أكثر من عشرين من مؤيدي الكتلة الإسلامية واقتادتهم إلى مقر محافظة نابلس.
من جهته، حمّل نائب رئيس كتلة الشبيبة الفتحاوية في الجامعة، صدام عمر، الكتلة الإسلامية مسؤولية الأحداث. وقال إن «أعضاء الكتلة الإسلامية نظموا مسيرة وهتفوا ضد السلطة وفتح داخل الجامعة وقاموا بشتم عناصر الشبيبة، وهذه كانت الشرارة التي اندلعت الأحداث بعدها».
وحذر القيادي في «حماس» سامي أبو زهري من محاولة نقل الصراع إلى الجامعات، مشيراً إلى أن «التطورات الأمنية التي تشهدها جامعة النجاح تؤكد قيام حرس الرئاسة والأجهزة الأمنية بدور إسرائيل ضد أبناء الكتلة في الجامعات».
كذلك، حمّلت «حماس» الأجهزة الأمنية الفلسطينية وحركة «فتح» المسؤولية عن حملة الاعتقالات التي شنتها القوات الإسرائيلية، فجر أمس، في الضفة الغربية، وطالت 15 من نشطاء الحركة في نابلس.
وقالت الحركة، في بيان، «لقد قامت كتائب الأقصى في نابلس قبل شهر بإصدار قائمة تحتوي على العشرات من نشطاء الحركة ممن قالت إنهم مطلوبون لديها بتهمة الانتماء إلى حماس وحيازتهم للسلاح».