موسكو ـ حبيب فوعاني
ذكرت مصادر بيلاروسية أمس أن وزارتي دفاع فنزويلا وبيلاروسيا قد نسّقتا خلال زيارة قام بها وفد من مينسك إلى كراكاس، تفاصيل عقد تسليحي، أصبح ممكناً بنتيجته إعلان الجانب البيلاروسي نيته توريد الأسلحة إلى فنزويلا بمبلغ مليار دولار.
وتتضمّن «الصفقة الفنزويلية»، وفقاً لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، منظومات الدفاع الجوي الصاروخية السيارة «إس ـ300 بي» الروسية، التي تصنع مينسك شاحنات لها. ولعلّ ذلك ما قصده الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عندما تحدث عن نيّته الحصول على «منظومة دفاع جويّ مدهشة، مزوّدة بصواريخ يصل مداها إلى 200 كيلومتر». وتتراوح قيمتها، بحسب نوع تجهيزاتها، بين 800 مليون و2.2 مليار دولار.
غير أن الخبراء العسكريين البيلاروسيين يشككون في قدرات مينسك على تصدير أسلحة بهذا الحجم. وبرأيهم، لعلّ الحديث يدور حول صفقة «ترانزيت» تباع بموجبها أسلحة روسية عبر بيلاروسيا إلى فنزويلا، وخصوصاً أنّ تشافيز زار موسكو في نهاية حزيران الماضي ثم عرّج بعد ذلك على مينسك.
وفي مثل هذه الصفقات، يبرز دور بيلاروسيا كقناة توريد، حيث تعطي موسكو مينسك مثلاً منظومات دفاع صاروخية حديثة من نوع «إس ـ300 بي إم أو» ومقاتلات مطوّرة مجاناً أو بالمقايضة، باعتبار أن بيلاروسيا لا تزال شكلياً دولة متحدة مع روسيا. وتبيع مينسك منظومات دفاعية صاروخية «إس ـ300 في» المماثلة إلى إيران أو منظومات «إس ـ300 بي» إلى فنزويلا مثلاً أو طائرات حربية إلى سوريا، وهي كلّها من موجودات الجيش البيلاروسي منذ العهد السوفياتي، وتقلّ تطوراً إلّا أنّها لا تقلّ فعالية عن الحديث منها.
وتستخدم موسكو مينسك كمحطة ترانزيت عندما لا تريد، تجنّباً للمتاعب، عقد صفقات مباشرة مع دول معادية للغرب، بينما لا يهتم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بما سيقوله عنه الغرب، لأن علاقاته سيّئة معه بالأصل، وهو نفسه يهوى الصدام معه.
هذه الخطة اتّبعت في أواخر تسعينيات القرن الماضي عندما ورّدت بيلاروسيا مقاتلات «ميغ ـ29» الروسية، التي بلغت قيمتها 300 مليون دولار، إلى البيرو في عهد الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري. وتأخذ روسيا مثالاً في ذلك من الاتحاد السوفياتي، الذي رتّب «صفقة الأسلحة التشيكية» الشهيرة في أيلول عام 1955، إلى مصر بزعامة جمال عبد الناصر حينها.
ويمكن القول بكل ثقة إن موسكو أعطت موافقتها على إبرام العقد، لأن صيانة المنظومات اللاحقة وتوريد الصواريخ وقطع الغيار اللازمة لها ستقع على عاتق روسيا.