في الرحلة بين الإطار الذي جرى التوافق عليه في لوزان، والاتفاق الذي قد يُوقع في حزيران المقبل، مسير شائك محفوف بـ«ذكريات»، انتهج مراقبون ومشرعون أميركيون إعادة إحيائها للترويج لوجهة نظرهم، عن أن الاتفاق النووي «سيّئ» أو «جيّد». على قاعدة «لا أريد مستقبلاً يفصلني عن الماضي»، دأب هؤلاء على توضيب «فانتازيا تاريخية»، باستحضار شخصيات مثل رونالد ريغان، ريتشارد نيكسون، جون كينيدي، نفيل تشمبرلين، أدولف هتلر، بيل كلينتون، وغيرهم ممن كان لهم دور في مجريات أحداث طغت أبعادها على حقبة معيّنة.
وبرغم أن الإعلام الغربي، وخصوصاً الأميركي منه، كان أبرز من أشاد بما أُحرز في لوزان، غداة إعلان التوصل إلى تفاهم بين إيران والدول الكبرى بشأن الملف النووي، لكن تقدّم الوقت أعطى فرصة للمشككين ليتصفحوا المخزون التاريخي، بغية إيجاد أمثلة تُقارب بين ما جرى وما قد يجري.
«النقاش بشأن الاتفاق النووي الإيراني، ليس مجرّد معركة حول السياسة الحالية والمستقبلية، ولكن أيضاً معركة على الماضي»، كتب دومينيك تييرني في مجلة «ذي أتلانتك»، قبل أيام، متسائلاً ما إذا كان أي من النماذج المستحضرة دقيقاً على نحو كافٍ.
النقاش بشأن الاتفاق ليس مجرّد معركة حول السياسة الحالية والمستقبلية

حديث تييرني أتى تعليقاً على «قلق» المحافظين المعارضين لـ«اتفاق لوزان»، الذين وصفوه بأنه إعادة لتجربة «معاهدة ميونخ»، التي جرى التوصل إليها، عام 1938، خلال عهد رئيس الوزراء البريطاني نفيل تشمبرلين، وأدت إلى تقسيم تشيكوسلوفاكيا بين ألمانيا وبولندا والمجر، نزولاً عند «رغبات أدولف هتلر التوسعية في أوروبا». عُدّت المعاهدة، بعد ذلك، خطأ فادحاً مهّد الطريق للحرب العالمية الثانية، فيما حوّلها محافظو الكونغرس، أخيراً، إلى ذريعة «أظهرت الحماقة المتأصلة في استرضاء الحكام المستبدين». قدرة هؤلاء على التعبير عن «مخاوفهم»، ابتدعت نظرية جديدة مبنية على أن «النظام الاستبدادي، قد يقوم باستغلال سذاجة الغرب، مرة أخرى».
«الصفقة التي يجري التفاوض بشأنها اليوم، تذكرنا بميونيخ في عام 1938»، قال السيناتور الجمهوري تيد كروز، فيما ذهب زميله مارك كيرك إلى انتقاد «دبلوماسية إدارة أوباما»، مشيراً أنها «أسوأ من محاولات بريطانيا استرضاء ألمانيا النازية»، فتوقع بناء على ذلك، أن «تُجرّ إسرائيل قريباً إلى حرب مع إيران».
كيرك لم يقف عند هذا الحد، هو رأى، في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو»، أن «نفيل تشمبرلين حصل من هتلر أكثر مما حصلت ويندي شيرمان من إيران».
في الرد الذي ارتآه كاتب «ذي أتلانتك» على هذه الأمثلة، أكد أن «التشبيه مع ميونيخ ينهار بسرعة»، فـ«التهديد الإيراني لا يمكن تشبيهه بألمانيا النازية ــ وهي قوة كبيرة أساسها السيطرة على العالم». تييرني قال «حينها دبرت بريطانيا وفرنسا الاتفاق وحدهما تقريباً، أما الآن فإن كافة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي (مجموعة 5 + 1) يفاوضون مع إيران».
أمثلة أخرى لجأ إليها مراقبون وسياسيون، من بينهم باراك أوباما نفسه، ومنها تشبيه المفاوضات مع إيران باتفاق الرئيس رونالد ريغان مع رئيس الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، عام 1987، على الحد من التسلّح النووي، الأمر الذي مهّد بدوره إلى إنهاء الحرب الباردة.
ولكن هنا جدرت الإشارة، وفق تييرني وغيره من المحللين الأميركيين، إلى أن «الرئيس الإيراني حسن روحاني ليس غورباتشيف ... هو يعمل من أجل إنعاش الاقتصاد الإيراني وتحسين العلاقات مع الخارج، ولكن مع إبقاء النظام في البلاد والاستمرار في دعم القوى المعادية للغرب»، علاوة على ذلك، «فقد كان غورباتشوف صاحب القرار في موسكو، أما في إيران، فيبقى القرار بيد المرشد الأعلى».
طوم نيكولس (المتخصص في شؤون الأمن القومي) عارض في «ذي ناشيونال انترست» التشبيه «الفقير» بين رونالد ريغان وباراك أوباما، قائلاً إنه «تشبيه خاطئ، في مجالات عديدة وكثيرة»، ولكن وفق رؤيته، يمكن حصر الاختلافات الكثيرة، في اثنين.
«أولاً، الرئيس باراك أوباما ليس رونالد ريغان، ولكن إذا كان الديموقراطيون يريدونه أن يكون كذلك فهذا أمر آخر»، قال نيكولس، مضيفاً إن «ريغان كان يتمتع بصدقية بين أعداء أميركا واحتراماً لدى حلفاء الولايات المتحدة، وهو أمر لم يتمتع به أوباما يوماً».
أما النقطة الثانية التي شرحها نيكولس، فهي أن «إيران ليست كالاتحاد السوفياتي عام 1987، الذي كان تحت قيادة الرئيس ميخائيل غورباتشوف، قوة مستهلكة، ودولة ــ على خلاف إيران ــ تتبرأ فعلاً من عقيدتها الثورية وتبحث عن كيفية الخروج من الطريق المسدود في تاريخها الحديث».
فرضيات أخرى روّج لها بعض المراقبين، استناداً إلى أمثلة تاريخية غير التي ذُكرت سابقاً، وقد تكون بالنسبة إليهم «أقرب إلى واقع الحال مع إيران». من هذه الأمثلة، معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية التي وقعت في عهد الرئيس جون كينيدي، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وبريطانيا، أو ربما تكون معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية، التي وقعت في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، كذلك قد تصلح زيارة نيكسون إلى الصين، في عام 1972، كمثال يمكن تطبيقه على المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
مارك ثيسن في «ذي واشنطن بوست» استند إلى مثال أقرب على مستوى الوقت والحقبة، فقارب بين ما يقوم به باراك أوباما وإعلان الرئيس بيل كلينتون، في 18 تشرين الأول 1994، أن إدارته توصّلت إلى اتفاق إطار نووي مع كوريا الشمالية.




واشنطن: اسطول طائرات «انتحارية» إيرانية يهدد إسرائيل وأميركا

أفادت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية، بأن إيران تعمل على تطوير ونشر طائرات من دون طيار، من ضمنها طائرات «انتحارية»، الأمر الذي يزيد من المخاطر على إسرائيل وعلى السفن الأميركية في الخليج، وفقاً لتحليل للجيش الأميركي تمّ تخصيصه لـ«تنامي استخدام الطائرات من دون طيار في العالم».
ونقلت الصحيفة عن تقرير صادر عن مكتب الدراسات العسكرية الخارجية التابع للجيش الأميركي، أن «الجيش الإيراني يسعى لإنشاء أسطول من الطائرات من دون طيار محمّلة بالمتفجرات لتنفيذ عمليات انتحارية»، مشيرة إلى أن «أول اختبار لهذه الطائرات كان في كانون الأول الماضي، قرب مضيق هرمز، ممر حركة النقل البحري من وإلى منطقة الخليج».
وفق الصحيفة، فإن المعنى الضمني لذلك واضح وهو أن «المناورات بالذخيرة الحية تظهر أن الطائرات الانتحارية موجودة من ضمن الخطة الحربية الإيرانية».
وفي هذا السياق، ذكرت «واشنطن تايمز» أن إيران «تشارك تقنيات الطائرات من دون طيار مع حركة حماس المتمركزة جنوب الدولة العبرية ومع حزب الله شمال إسرائيل».
ووفق تقرير الجيش الأميركي، فإن «تكنولوجيا الطائرات من دون طيار الإيرانية تظهر من خلال اثنين من وكلائها»، ذلك أنه «في شباط الماضي، قامت حماس بإطلاق ثلاثة أبابيل ـ 3 للاستطلاع في المجال الإسرائيلي، ثم سحبتها عندما تمّ استهدافها من مقاتلات الدفاع الجوي الإسرائيلية». كذلك فإن «الطائرات من دون طيار المصممة إيرانياً، قد توغلت في إسرائيل قادمة من الشمال، من قاعدة للعمليات تابعة لحزب الله».
(الأخبار)