strong>80 قتيلاً عراقياً و«التوافق» تعرض شروطها للبقاء في حكومة المالكي
كأنه لا يحق للعراقيين أن يفرحوا حتّى بفوز منتخب بلادهم في مباراة رياضية! فرحة لم تدم سوى دقائق فصلت ما بين الإعلان عن نتيجة فوز فريقهم الكروي على منتخب كوريا الجنوبية في نصف نهائي بطولة كأس آسيا، والخروج إلى الشوارع للاحتفال، حيث كانت سيارات الموت المفخّخة في انتظارهم، موقعة 50 قتيلاً في صفوفهم انضموا إلى نحو 30 قتيلاً سقطوا في هجمات متفرقة من البلاد.
في هذا الوقت، كانت الحكومة العراقية تدخل نفقاً سياسياً مظلماً جديداً، بعد إعلان «جبهة التوافق العراقية»، التي تضمّ الأحزاب السنية الثلاثة الكبرى في البلاد، إمهال الحكومة أسبوعاً واحداً لتنفيذ 11 شرطاً قبل تقديم الاستقالة النهائية لوزرائها منها، علماً بأنّها سبق أن علّقت عضويتهم قبل نحو شهر على خلفية ملاحقة قضائية لوزير الثقافة أسعد الهاشمي. وسارع المتحدّث باسم البيت الأبيض طوني سنو إلى الإعراب عن قلق إدارته إزاء «تهديد جبهة التوافق السنية بالانسحاب من الحكومة العراقية».
ومع ذلك، ظهرت أمس بارقة أمل، تعتقد السلطات العراقية، ومعها قادة الاحتلال بأنها يمكن أن تؤدي إلى تخفيف مستوى العنف في البلاد، أمس مع إعلان السفارة الأميركية في بغداد أن المسؤولين العراقيين استهلّوا عملية التنسيق مع الطرف الإيراني لبحث تشكيل اللجنة الأمنية الثلاثية المشتركة، وذلك غداة الجولة الثانية من المحادثات الأميركية ـــــ الإيرانية في شأن أمن العراق واستقراره.
وقال متحدث باسم السفارة الأميركية إنّ «سفارتنا ستنسّق مع الجانب العراقي، الذي سيقوم بدوره بالتحدّث مع الإيرانيين، وسنرى كيف تتطور الأمور بعد ذلك».
ويبدو أن الملامح الإيجابية لاجتماع «بغداد 2» قد طغت على «النقاشات الصاخبة» التي دارت خلاله، على الأقل بالنسبة إلى الجانب الإيراني، الذي أعلن أمس، على لسان وزير الخارجية منوشهر متّكي، استعداده لـ«درس موضوع رفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى مساعدي وزيري الخارجية الأميركي والإيراني في المحادثات في شأن العراق إذا طلبت واشنطن رسمياً من الجمهورية الإسلامية ذلك».
لكن مسارعة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إلى الرد سلباً على الاقتراح الإيراني عبر تأكيده أنه «لا نيّة حالياً لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في محادثات مقبلة مع طهران»، دفع السلطات الإيرانية إلى سحب اقتراحها. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «ارنا» عن متكي قوله في وقت لاحق إن «طلباً بهذا المعنى لم يقدم ورفع مستوى المحادثات ليس مطروحاً».
في السياق، قالت صحيفة «الوطن» السورية الخاصّة أمس إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اتصل هاتفياً بنظيره السوري وليد المعلم وأطلعه على مجريات اللقاء الثلاثي الإيراني ـــــ الأميركي ـــــ العراقي. وأضافت الصحيفة إن «زيباري والمعلم ثبّتا موعد اجتماع اللجنة الأمنية المنبثقة من مؤتمر شرم الشيخ في دمشق يومي 8 و 9 آب المقبل».
ونقلت وكالة «يونايتد برس إنترناشونال» عن مصدر سوري قوله إن ما سبق واتفق عليه الجانبان السوري والعراقي قبل أكثر من عامين في شأن تسيير دوريات أمنية مشتركة على الحدود السورية العراقية «لم يحقق أي تقدم ولم يترجم على الأرض».
من جهة أخرى، قال المتحدّث باسم «جبهة التوافق» النائب خلف العليان، في مؤتمر صحافي عُقِد في حضور نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي نفى مجدّداً نيته الانضمام إلى «جبهة المعتدلين»، «إن مطالبنا تتمثل بإعلان العفو العام تمهيداً لإطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون الأميركية والعراقية والالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإيقاف عمليات الدهم والمساعي الرامية لدمج الميليشيات بالقوات المسلحة والتوقف عن تسييس الأمن وإبعاد الحزبيين عن المناصب العليا في الجيش والشرطة».
إلى ذلك، اتفق الرئيس العراقي جلال الطالباني مع المبعوثة الخاصة للرئيس الأميركي ميغان اوسيلفان بحضور السفير الأميركي لدى بغداد رايان كروكر أمس على تكثيف الاتصالات والمشاورات بين الكتل السياسية العراقية بهدف التوصل إلى «اتفاق يؤدي إلى إجماع وطني على التشريعات الأساسية»، حسبما أفاد بيان صدر عن الرئاسة العراقية بعد الاجتماع.
وفي لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، في الاجتماع الأسبوعي للبرلمان البريطاني أمس، رفضه تحديد جدول زمني لانسحاب قوات بلاده من العراق، متعهّداً الاستمرار في الخفض التدريجي لعديدها «خلال الفترة القريبة المقبلة».
ومن واشنطن، انتقد السفير العراقي لدى الولايات المتحدة سمير الصميدعي أمس الإدارة الأميركية على خلفية رفضها تجهيز القوات المسلحة العراقية بأسلحة أساسية حديثة «هي بأمس الحاجة إليها».
وقال الصميدعي إن «مماطلة الأميركيين غير مفهومة انطلاقاً من رغبة الرئيس جورج بوش في إنشاء جيش عراقي فعال والسماح كذلك للجنود الأميركيين بالتراجع إلى صفوف خلفية».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
يو بي آي، د ب أ، رويترز)