كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس، أن الرئيس الأميركي جورج بوش يتحدّث إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة كل أسبوعين لفترة تتجاوز الساعة من الوقت. ويأتي المالكي في المرتبة الثالثة من حيث الشخصيات السياسية التي يخصّص لها بوش وقتاً للتحدّث معها، بعد رئيسي الحكومتين البريطانية والألمانية.
وعن المواضيع التي يناقشها المسؤولون، فهي تتمحور، بحسب الصحيفة نفسها، حول «إيمانهما المشترك بالله في الأوقات الصعبة»، بالإضافة إلى «القضايا السياسية والتحديات التي تواجههما كقادة».
وقال مسؤولون أميركيون شاركوا في بعض اللقاءات التلفزيونية إلى جانب نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفين هادلي، إن بوش سعى خلال تلك المحادثات إلى إقناع المالكي بالتواصل مع العراقيين كافة، لا الشيعة فقط، لتهدئة مخاوف السنّة داخل العراق وخارجه.
ويقول مساعدو بوش في البيت الأبيض إن محادثات الرئيس الأميركي مع المالكي نجحت في جعل البرلمان العراقي يختصر فترة العطلة الصيفية من شهرين إلى شهر واحد.
وفي السياق، جدّد بوش التحذير من أنّ تنظيم «القاعدة» الذي يتزعّمه أسامة بن لادن، لا يزال يشكّل المصدر الرئيسي للعمليات التي تُشَنّ على قوات الاحتلال في العراق، وأنه يبقى الخطر الأوّل على أمن الولايات المتحدة.
ويتناقض هذا الكلام مع العديد من التقارير التي صدرت أخيراً، والتي أكّدت أنّ «القاعدة» في العراق هو تنظيم مستقل عن التنظيم التكفيري العالمي، وأنّ هذا التنظيم لم يعد يشكّل الخطر الأوّل على الجيش الأميركي في بلاد الرافدين.
وأشار بوش، في خطاب ألقاه في قاعدة شارلستون الجوية في ولاية كارولينا الجنوبية، أول من أمس، إلى أنّ الجدال الدائر في واشنطن حول العراق وحول دور «القاعدة» فيه، «ليس خطأً بل ظاهرة صحية»، في إشارة إلى الضغط الشعبي والسياسي الذي تتعرّض له إدارته، والرامي إلى سحب مبكر لقوات الاحتلال من العراق. لكنّه حذّر في الوقت نفسه، من الرضوخ لهذه الضغوط، معتبراً أنّ الانسحاب سيزيد العنف المذهبي في بلاد الرافدين، وسيُدخل المنطقة بكاملها «في فوضى كبيرة ومجازر جماعية»، مضيفاً أنّ ذلك سيضع العالم أمام احتمال قيام شرق أوسط «تحت سيطرة متطرّفين إسلاميين، يسيطرون على النفط ويسعون إلى امتلاك سلاح نووي من أجل تمويل هجمات جديدة ضد أمتنا».
(يو بي آي، رويترز)