strong>مقتل 8 أميركيين و81 عراقياً... والحكيم يسعى لاحتواء أزمة «التوافق»
طغت على المشهد العراقي أمس تداعيات الحوار الأميركي ـــــ الايراني بشأن أمن البلاد والتعقيدات الداخلية التي أضافت إليها «جبهة التوافق» عنصراً متفجّراًَ بتلويحها بالاستقالة نهائياً من الحكومة قريباً، وذلك عشية الاجتماع الذي سيضمّ الزعماء العراقيين الخمسة الرئيسيين، في محاولة لدفع العملية السياسية المتعثّرة قدماً، قبل أقل من شهرين على موعد تقديم تقرير «كروكر ـــــ بيترايوس» إلى الكونغرس الأميركي.
ففيما أكّد السفير الأميركي لدى بغداد، ريان كروكر، أنّ موعد منتصف أيلول ليس نهائياً لإقرار انسحاب أميركي مبكر من عدمه، أبدى مسؤول ايراني رفيع المستوى تفاؤله في أن تكون للمحادثات الثنائية بين طهران وواشنطن حول العراق نتائج ايجابية في حلّ المشاكل الكثيرة بين البلدين.
ورأى رئيس مركز الابحاث الاستراتيجية التابع لـ«مجمع تشخيص مصلحة النظام»، حسن روحاني، أن تلطيف أجواء العلاقات بين ايران وأميركا الناجم عن محادثات «بغداد 2» سيكون له تأثير ايجابي على مسار الملف النووي. ورجّح روحاني، الذي كان مسؤولاً عن الملف النووي الايراني قبل استبداله بعلي لاريجاني، أن تؤدي المحادثات التي جرت بين سفيري البلدين في بغداد يوم الثلاثاء الماضي إلى «انهيار جدار انعدام الثقة بين البلدين».
وفي سياق آخر، أكّد كروكر، في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»، أنّ القرار النهائي في شأن الانسحاب الأميركي من العراق، لن يُتَّخذ بعد تقديم تقريره منتصف شهر أيلول المقبل، مرجّحاً أن يكون التاريخ الجديد في تشرين الثاني المقبل. وردّ السبب وراء اعتباره مهلة أيلول قصيرة، إلى أنّ «المصالحة الوطنية» بين العراقيين «ستكون طويلة وقاسية جداً، ولا يمكن عقدها خلال شهرين».
وفي معرض دفاعه عن حكومة نوري المالكي، جدّد كروكر تحذيره من الانصياع لضغوط الديموقراطيين الأميركيين بالانسحاب المبكر «لأنّ ذلك سيكون كابوساً حقيقياً للعراقيين وللعالم بأسره، إذ إن (تنظيم) القاعدة سيجد نفسه حراً في ارتكاب المجازر الجماعية».
وفي الشأن العراقي المحلّي، اقترح رئيس كتلة «الائتلاف العراقي الموحّد» ورئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، عبد العزيز الحكيم أمس عقد لقاءٍ عاجلٍ بين الائتلاف الحاكم و«جبهة التوافق العراقية»، لبحث تهديد الأخيرة بالانسحاب من الحكومة في غضون أسبوع في حالة عدم تلبية مطالبها، وذلك أثتاء اللقاء الذي جمعه بنائب رئيس الجمهورية والقيادي في «جبهة التوافق» طارق الهاشمي.
وفي السياق، نقل النائب عن «القائمة العراقية» بزعامة اياد علاوي، اسامة النجيفي، للهاشمي تأييد علاوي وقائمته للموقف الذي اتخذته «التوافق»، مجدّداً رغبة «القائمة العراقية» بتعزيز التواصل والتعاون مع «التوافق»، «نظراً لوجود نقاط مشتركة عديدة بينهما»، وذلك بحسب بيان صدر عن مكتب الهاشمي، الذي وجّه انتقادات شديدة اللهجة إلى الحكومة العراقية على خلفية «التقصير» الذي تسبّب بوقوع التفجيرات التي أدّت إلى مقتل ما يزيد على 50 شخصاً وسط حشود المحتفلين بتأهّل المنتخب العراقي أول من أمس.
من جهة آخرى، قال رئيس «الجبهة العراقية للحوار الوطني»، صالح المطلك، إن المباحثات التي جرت بين الولايات المتحدة وإيران «مثّلت اعترافاً واضحاً من واشنطن بأنّ إيران تتدخّل في شؤون العراق، إضافة الى تدخّلها هي بصفتها قوة احتلال»، وأنّها فشلت بشكل ذريع في السيطرة على ادارة العراق بعد احتلاله.
وأشار المطلك إلى أن هذه المباحثات أضعفت موقف حكومة المالكي، وأثبتت عدم تمكّنها من السيطرة على البلاد.
ميدانياً، قتل أمس أكثر من 15 عراقياً جنوب بغداد في مجزرة جديدة نفذتها طائرات الاحتلال الأميركي، فيما قُتل 25 آخرون في عملية انتحارية في حي الكرادة وسط العاصمة، و41 في مناطق متفرّقة.
وأعلن الجيش الأميركي مقتل 8 من جنوده أمس، 4 منهم في جنوب العاصمة، و4 في محافظة ديالى. كذلك اغتال مسلّحون أمس المدير السابق لمكتب المرجع آية الله السيد علي السيستاني، كاظم البديري، على طريق الكوفة ـــــ النجف.
ورغم ذلك، استبعد قائد عمليات خطة «فرض القانون» في بغداد، التي بدأت منذ شباط الماضي، الفريق عبود قنبر، احتمالات نشوب حرب أهلية طائفية في العراق. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع قنبر، قال نائب قائد القوات الاميركية الجنرال ريمون أوديرنو إنّ «مصدر تدفّق الانتحاريين الرئيسي الى العراق، هو سوريا». ورأى أوديرنو أن فرق المقاتلين الذين يطلقون الصواريخ وقذائف الهاون على المنطقة الخضراء في العاصمة، أصبحوا «أدقّ في الأشهر الثلاثة الماضية، بسبب تلقّيهم التدريب من جانب ايران».
(الأخبار، أ ب، مهر، أ ف ب،
يو بي آي، رويترز، د ب أ)