خلف أحداث لبنان وفلسطين والعراق
رأت إيران، أمس، أن أهم أهداف أميركا في المنطقة هو إضعاف الجمهورية الإسلامية، وأن أحداث لبنان وفلسطين والعراق تتم بأوامر أميركية، في وقت لا تزال فيه قضية بناء مفاعل بوشهر الكهروذري محور تجاذب سياسي ومالي بين طهران وموسكو.
وقال مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إن «أحداث العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين تتم بأوامر أميركية وتنفيذ إسرائيلي من أجل السيطرة على المنطقة فقط».
وأضاف ولايتي، في كلمة ألقاها في ملتقى علمي في مدينة مشهد شمال البلاد، أمس، «هناك حالياً في عموم منطقة الشرق الأوسط الكبير (من شمال أفريقيا إلى آسيا الوسطى) 270 قاعدة تابعة للدول الغربية، وهذا الأمر لم يكن له سابقة في تاريخ المنطقة».
وتابع «إن الظروف والتطورات الحالية الحساسة التي يشهدها العالم الإسلامي، وخصوصاً إيران، جعلت أنظمة الاستخبارات في الدول الأوروبية والأميركية تواجه صعوبات في مجال تقويمها لأحداث وأوضاع منطقة الشرق الأوسط الكبير».
من جهة ثانية، نقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء، أمس، عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك قوله إن روسيا أرجأت بدء تشغيل أول محطة نووية إيرانية في بوشهر إلى أوائل عام 2008 لأن طهران تخلفت عن سداد مدفوعات تخص المشروع.
وكان رئيس الشركة الروسية التي تبني المشروع، إيفان إيستومين، قد أعلن أول من أمس أنه من المتعذر بدء عمل محطة بوشهر قبل خريف 2008.
وقال كيسلياك، في العاصمة الأذربيجانية باكو، إن «طهران لا تزال متأخرة في سداد المدفوعات لبناء المحطة وإن التأخير ليس له دوافع سياسية». وأضاف إن «الإطار الزمني لبدء تشغيل المحطة النووية الذي كان مزمعاً في وقت لاحق هذا العام أرجئ إلى 2008»، موضحاً أن «روسيا عازمة تماماً على... تشغيل محطة الطاقة النووية».
وفي طهران، أعرب رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام حسن روحاني، في تصريحات صحافية، عن اعتقاده بأن «سبب هذا التأخير (بناء محطة بوشهر) يعود إلى أسباب واعتبارات سياسية».
وفي السياق، أكد الرئيس محمود أحمدي نجاد بأن «ظروف العالم السياسية لا تسمح للغرب بأن يقوم بعمل عسكري ضد إيران»، موضحاً أن «الرأي العام العالمي بمعدل 75 في المئة يعطي الحق إلى الشعب الإيراني في الشأن النووي، لذا فإنه لا توجد أي أرضية للمواجهة».
وفي مقابلة خاصة أجرتها القناة الثانية في التلفزيون الإيراني، أول من أمس، سأل مقدم البرنامج قائلاً «ظاهراً هناك ثلاثة احتمالات في التعامل مع البرنامج النووي المدني الإيراني هي: طرح الوقت المستقطع، تشديد القرارات وبالتالي العقوبات، والثالث هو المواجهة العسكرية»، فأجاب نجاد «لماذا تعتقدون بوجود هذه الطرق الثلاثة فقط، فالطريق الرابع هو أن يتصرفوا (الأوروبيون) بشكل عقلاني ويقولوا هذا من حقكم، هذه الطرق الثلاثة مغلقة في وجههم، وعملنا قانوني، وقراراتهم تتعارض مع القانون، لماذا يتعاملون معنا بغطرسة؟ ولماذا يجب علينا أن نوقف (تقدمنا)؟».
وأوضح نجاد أن البرنامج النووي المدني الإيراني «يسير إلى الأمام وفق الخطة الموضوعة، حتى إن الغرب الذي كان يقول لنا قبل عامين بأن علينا أن نتباحث معهم لفترة عشر سنوات من أجل أن يكون لدينا 20 جهاز طرد مركزي، نراه اليوم يقول لنا توقفوا في مكانكم»، مؤكداً أن «إيران دخلت حالياً المرحلة الصناعية ولا يمكن إيقافها».
إلى ذلك، أكد قائد قوات حرس الثورة الإسلامية اللواء يحيى صفوي أن «العالم في القرن الحالي يتجه نحو التعددية القطبية، ومنها قطبا الاتحاد الأوروبي وشرق آسيا»، مشيراً إلى أن «أهم هذه الأقطاب التي أخذت تظهر هي قوة العالم الإسلامي».
ورأى صفوي أن الثورة الإسلامية تركت تأثيراً كبيراً على بلدان المنطقة ومنها لبنان والعراق، مؤكداً أن «الانتخابات التركية الأخيرة، التي أسفرت عن انتصار الإسلاميين، يمكن اعتبارها من تأثيرات الثورة الإسلامية الإيرانية».
(رويترز، مهر، يو بي آي، ارنا)