رام الله ــ سامي سعيد
قوّات عباس تتسلّم 3 شاحنات أسلحة جديدة وتنتظر 6 أخرى


كشفت مصادر فلسطينية مطَّلعة لـ«الأخبار» أمس أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية أحبطت، في إطار التنسيق الأمني مع إسرائيل، ثلاث عمليات استشهادية خططت لها «سرايا القدس» و«كتائب شهداء الأقصى»، انطلاقاً من الضفة الغربية بعد سيطرة «حماس» على قطاع غزة، كما أفشلت عملية اختطاف جنديين إسرائيليين قرب معبر كيسوفيم خططت لها «سرايا القدس» وجماعة «جيش الإسلام» في الثاني من حزيران الماضي، أي قبل سيطرة «حماس» على القطاع.
وأكدت المصادر، التي اشترطت ألا يذكر اسمها، أن جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية سلّم لجنة التنسيق الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية تقريراً عن استعدادات «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، و«كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح»، لتنفيذ عمليات استشهادية داخل المدن الإسرائيلية، وخصوصاً مدينتي نتانيا وتل أبيب.
وأضافت المصادر أنه «بعد تسليم التقرير، قامت قوات الاحتلال بشن حملات دهم واعتقال في الضفة الغربية، مستهدفة عناصر سرايا القدس»، مشيرة إلى أن التنسيق الأمني الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي في الضفة وصل لذروته بعد سيطرة «حماس» على قطاع غزة، وهو ما مكّن إسرائيل من إحباط العديد من العمليات الأخرى التي كانت تنوي الفصائل الفلسطينية القيام بها رداً على الجرائم الإسرائيلية في الضفة والقطاع.
وكانت مصادر مقرّبة من «سرايا القدس» قد كشفت لـ«الأخبار» أن جهاز الأمن الوقائي في غزة أحبط عملية اختطاف جنديين إسرائيليين قرب معبر كيسوفيم شرق خان يونس جنوب غزة.
وقالت المصادر إن مقاتلي «سرايا القدس» و«جيش الإسلام» كانوا على «بعد أمتار قليلة من جنديين إسرائيليين كانا يعيدان تأهيل السياج الإلكتروني شرق خان يونس بعدما أصابته صواريخ المقاومة وخربته، ومع اقتراب وحدتي الخطف من المنطقة، واقتراب لحظة الصفر لتنفيذ العملية، التي تم تجهيز وحدة إسناد قوية لها تقدر بثلاثمئة مقاتل من السرايا، أبلغ الأمن الوقائي الجيش الإسرائيلي أن هناك تحركات مريبة قرب كيسوفيم من الجانب الفلسطيني». وأوضحت المصادر «بعد الإبلاغ حضرت إلى المكان طائرتان وسبع دبابات ميركافا، ما دفع المقاومين إلى الانسحاب».
وفي السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس عن مصادر مطلعة قولها إن قوات الأمن الفلسطينية التابعة للرئيس محمود عباس نقلت معلومات عن «مؤامرات إرهابية» في الضفة الغربية إلى إسرائيل. وقالت إن «هذه المعلومات تخدم أجهزة الأمن الإسرائيلية في مواجهة خطط للقيام بهجمات إرهابية».
ونقل مراسل الصحيفة عن مصادر أمنية فلسطينية شكواها من أن «إسرائيل ليست مهتمة بصورة كاملة وشاملة للتعاون الأمني»، متهمة كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بأنهم يحاولون تجنب الاجتماعات مع نظرائهم الفلسطينيين.
وقالت المصادر الفلسطينية إن «هناك عائق كبير أمام عمليات التنسيق الأمني، متمثل بالرفض الإسرائيلي لمطلب الفلسطينيين بنقل بعض مدن الضفة الغربية للسيطرة الأمنية الفلسطينية». وأضافت أن السلطات الإسرائيلية غير مستعدة لقبول نقل أي مدينة سوى أريحا، مشيرة إلى أن «هذه خطوة ليست كبيرة بدرجة كافية».
تجدر الإشارة إلى أن التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل كان حتى بداية الانتفاضة الثانية في عام 2000 شبه تام، وتضمن تبادلاً للمعلومات عن نشاط المقاومة الفلسطينية، لكن بعد عام من اندلاع الانتفاضة، توقف التنسيق بقرار إسرائيلي، بعدما تبيّن أن عدداً من أفراد أجهزة السلطة شاركوا في عمليات للمقاومة.
إلى ذلك، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن ثلاث شاحنات أردنية محملة بنادق «كلاشنكوف» وصلت أمس إلى مقر المقاطعة في رام الله في الضفة الغربية. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصدر أمني فلسطيني قوله إن الأسلحة التي تحملها الشاحنات مخصصة لاستخدام الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي عملت على تفريغ الحمولة التي تتضمن آلاف البنادق داخل المقاطعة.
كما نقلت «يديعوت» عن مصدر فلسطيني تأكيده أن من المتوقع تسلم ست شاحنات إضافية في الأيام المقبلة. وأضاف أن حمولة الشاحنات المنتظرة ستشتمل، إلى السلاح، على دروع واقية وتجهيزات مختلفة.
وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد أكدت دخول 4 شاحنات سلاح أول من أمس إلى السلطة، مشيرة إلى أن الخطوة تأتي ضمن سياق خطة تعزيز الأجهزة الأمنية الفلسطينية الموالية للرئيس عباس.