غزة ــ رائد لافي
التحضير للانتخابات المبكرة سيبدأ بتعديل القانون الانتخابي. هذا ما أعلنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، وإن لم يحدّد موعداً لإجرائها، رغم تأكيد لجنة الانتخابات جهوزيتها لتنظيم عملية الاقتراع خلال 100 يوم.
ورغم تجديد عباس التأكيد على رفضه الحوار مع «حماس»، أعلنت هذه الحركة أنها على اتصال مع «قيادات فتحاوية».
وقال عباس، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، إنه سيصدر مرسوماً يأمر بتعديل قواعد الانتخابات الفلسطينية. إلا أنه أقر بعدم إمكان «تحديد موعد للانتخابات»، مشيراً إلى أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية يجب أن تجرى في وقت واحد في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو شرط يجعل أمر التوقيت غير مؤكد بالنظر الى معارضة «حماس».
وقال عباس، الذي لم يحسم أمر ترشيح نفسه بعد، إنه سيصدر مرسوماً يقضي بإجراء انتخابات مبكرة وبأن يكون خوض سباق الانتخابات البرلمانية بقوائم حزبية وطنية، ملغياً بذلك مقاعد الدوائر الانتخابية التي كانت حيوية في فوز «حماس» في كانون الثاني عام 2006.
وأشار عباس إلى أن المراسيم ستصدر أوائل الأسبوع المقبل. وقال: «سأستخدم المادة 43 من القانون الأساسي التي تعطيني سلطة إجراء تلك التغييرات وتغيير القانون الانتخابي إلى قائمة وطنية واحدة بدلاً من قائمتين، إحداهما وطنية والأخرى على مستوى الدوائر».
وبموجب القواعد المعمول بها حالياً، فإن نصف مقاعد البرلمان تخصص للأحزاب بحسب حصتها من الأصوات على المستوى الوطني والنصف الآخر يخصص للدوائر المحلية.
وكانت «حماس» قد فازت، في كانون الثاني من العام الماضي، بفارق ضئيل على حركة «فتح» من حيث الأصوات على المستوى الوطني، لكنها حصلت إجمالاً على مثلَي مقاعد «فتح» بفضل نجاحها الكبير في الفوز بالمنافسات على مقاعد الدوائر.
والتقى الرئيس الفلسطيني أمس أعضاء لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، التي قال أمينها العام رامي الحمد الله «إنه لا توجد ترتيبات على الإطلاق لإجراء انتخابات مبكرة». وأضاف أن اللجنة مستعدة من الناحية الفنية لإجراء انتخابات في غضون 100 يوم.
من جهة ثانية، جدّد الرئيس الفلسطيني رفض الحوار مع «حماس». وقال إنه لا يمكن إجراء مفاوضات مع هذه الحركة حتى إذا ظهر إسماعيل هنية خارج مكتبه ليتحدث معه. وأضاف: «لن أجتمع مع أحد من قادة حماس قبل أن يتراجعوا عن كل خطوة من خطوات الانقلاب الذي نفذوه». وتابع: «يجب أن يغيروا ما فعلوه في غزة ويعتذروا للشعب الفلسطيني. ولا يمكن أن نتحادث إلا بعد أن يحدث ذلك».
إلا أن النائب عن «حماس» مشير المصري كشف عن «حوارات سياسية مكثفة تجري حالياً مع قيادات رفيعة المستوى في فتح». وقال: «إن الحوارات والاتصالات بين قيادة حماس وقيادات فتح، هدفها رأب الصدع، وإنهاء الأزمة الداخلية المتفاقمة».
وأضاف المصري إن «حماس» تتعامل بـ «عقل مفتوح في تواصلها مع هذه القيادات الفتحاوية الكبيرة، وتحديداً مع الذين يريدون خدمة الشعب الفلسطيني». وأقر المصري بأن «هذه الاتصالات والحوارات تجابه بعقبة تتمثل في تصلب الرئيس محمود عباس باعتباره أعلى هرم للسلطة في فتح».