strong>لم تنجح خطط الحكومة الباكستانيّة لاستئناف الصلاة بشكل طبيعي في المسجد الأحمر أمس؛ فقد أدّى تفجير انتحاري، أودى بحياة 13 شخصاً بالقرب من المسجد، إلى القضاء على «راحة» عناصر الشرطة عقب محاولتها إخراج مئات الناشطين الإسلاميّين منه بعد إعلانهم إعادة السيطرة على ما بات يُعرف بقلعة التشدّد ضدّ نظام برويز مشرّف
بعد أسبوعين على انتهاء أزمة حصار الإسلاميّين في المسجد الأحمر (مسجد لال) في إسلام أباد، الذي تمّ بعمليّة للقوّات الخاصّة قضى في حصيلتها 102 شخص، وفي ظلّ محاولة الحكومة الباكستانيّة إعادة الأجواء الطبيعيّة إليه، تظاهر مئات من المتشددين في المسجد أمس احتجاجاً على رجل الدين الذي عيّنته الحكومة ليؤمّ المصلّين.
وبعد مواجهات أضنت رجال الشرطة، الذين حاولوا منع المتظاهرين من إعادة طلاء المسجد بلونه الأساسي بعدما صبغته أعمال الترميم بالأصفر الباهت، هزّ انفجار عنيف، نفّذه انتحاري، فندق المظفّر، الواقع في سوق عبارة الذي يبعد نصف كيلومتر عن المسجد، ما أودى بحياة ما لا يقلّ عن 12 شخصاً، بينهم 7 من عناصر الشرطة، وجرح 71 آخرين.
وخلال المواجهات بين المتشدّدين الغاضبين على تغيير هويّة المسجد وإمامه وعناصر الشرطة المولجين تأمين المجمع الديني الحسّاس الذي يضمّ مدارس دينيّة، هتف الإسلاميّون، وهم يرشقون رجال الشرطة بالحجارة، بشعارات بينها «غازي.. سيشعل دمك ثورة» في إشارة إلى نائب الرئيس السابق للمسجد الإمام المتشدّد عبد الرشيد غازي، الذي قتل خلال هجوم القوات الباكستانية على المجمع.
كما هتف المحتجّون قائلين: «مشرّف قاتل». وقال أحدهم لوكالة «رويترز»: «إذا كان الجهاد إرهاباً، فسيبقى هذا الإرهاب إلى الأبد»، قبل أن يُطرد الإمام الجديد من المسجد ويُتّفق على رجل دين تسووي.
وقال الضابط الكبير في الشرطة الباكستانيّة، ظفر إقبال، في حديث للوكالة نفسها: «نأمل أن يخرجوا بعد بضع ساعات، لا يمكنهم البقاء طويلاً لأنهم عُزَّل، وسنتحرّك إذا قاموا بأي عمل مسيء».
وتجدر الإشارة إلى أنّ قوات الأمن الباكستانية حاصرت مجمع المسجد الأحمر في الثالث من تموز الجاري قبل أن تشنّ هجوماً شاملاً عليه بعد أسبوع، بعدما رفض أتباع رجال دين يقودون حركة تتبع نهج حركة طالبان الأفغانية الاستسلام.
في هذا الوقت، لفتت تقارير إخباريّة أنّ مشرّف استغلّ زيارته إلى الإمارات أمس للقاء الرئيسة الباكستانيّة السابقة بنازير بوتو، التي جاءت من لندن «سرّاً»، من أجل «تشكيل حلف قيادة» يمكّنه من تخطّي المرحلة الأصعب التي يمرّ بها حكمه منذ 8 سنوات. إلّا أنّ المتحدّث باسم الرئيس الباكستاني، رشيد كوراشي، والمقرّب من بوتو، وجد شمس الحسن، نفيا التقارير، التي بثّتها 3 قنوات تلفزيونيّة باكستانية.
ولفتت وكالة الأنباء الإماراتيّة إلى أنّ مشرّف، الذي كان ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان في استقباله في مطار العاصمة الإماراتيّة، سيجري محادثات مع كبار المسؤولين، على أن يزور السعودية حيث سيبقى يومين، يلتقي خلالهما الملك عبد الله، على ما أوضحته وزارة الخارجية الباكستانية.
من جهة أخرى، وفي مقاطعة بلوشستان في شمال البلاد، عند الحدود الأفغانيّة، قتل مسلّح مجهول نائب الوزير المولج إدارة المقاطعة رزيق بوغتي، وذلك في حلقة جديدة من أعمال العنف التي تشهدها المنطقة المضطربة التي تستهدف العسكريّين والمباني الحكوميّة، وتعزى، بالدرجة الأولى، إلى عناصر قبيلة «بلوش» وجماعات مسلّحة تطالب الحكومة بمنح المقاطعة سيطرة على مواردها من الغاز والموارد الطبيعيّة.
إلى ذلك، حثّ وزير الخارجية البريطاني دايفيد ميليباند الحكومة الباكستانية على الاستمرار في جهودها الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرّف الإسلامي. وقال، في حديث للمحطّة الإذاعية الرابعة التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، خلال زيارته إلى إسلام أباد، إنّ «الشبان هناك (باكستان) يريدون رؤية إصلاح متنوّر في السياسة، كما أن المواطنين الباكستانيين يريدون أن معالجة الإرهاب والتطرّف».
(أ ب، يو بي آي، رويترز)