غزة ــ رائد لافي
شــهيدان فــي غــزة... و«فــتح» تتّــهم «حــماس» بتصــفية «منظــمة» لعــناصرها


أثار قرار حكومة تسيير الأعمال إسقاط حق المقاومة من برنامج عملها ردود فعل غاضبة من فصائل المقاومة كافة، حتى التابعة لحركة «فتح»، والتي اتهمت رئيسها سلام فياض بالعمل «لنيل رضا إسرائيل»، فيما استمر تراشق التهم بين «حماس» و«فتح»، التي اتهمت القوة التنفيذية بتنفيذ عمليات قتل منظمة ضد عناصرها في قطاع غزة.
وقالت حركتا «حماس» و«الجهاد»، أمس، في بيان مشترك، إن حكومة سلام فياض «تتنكر لثابت من ثوابت الشعب الفلسطيني تعارف عليه الجميع وأقرّه، وهو المقاومة التي لم تعد في برنامج هذه الحكومة». وأضاف البيان «إن هذا الموقف المدان من قبلنا ومن قبل أبناء شعبنا الفلسطيني كافة يكشف حقيقة هذه الحكومة وأركانها، والتي تتنكر للمقاومة ولدماء الشهداء ومعاناة الجرحى والأسرى من أجل إرضاء العدو الصهيوني وشيطان العالم الأكبر أميركا أو الحصول على حفنة من الدولارات».
وتابع البيان إن حكومة فياض «لا تملك الحق في شطب المقاومة من قاموس الشعب الفلسطيني المحتل، الذي يرى في المقاومة السبيل الوحيد نحو تحرير الأرض وعودة اللاجئين، ومن تعب فليتنحّ جانباً».
ورأى البيان أن الرد على هذا الموقف يكون بـ«تصعيد المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني في غزة والضفة وكل فلسطين، لأن المقاومة استراتيجية ثابتة أقرّها شعبنا ولا يزال يقرّها، لأن الاحتلال الصهيوني لا يزال جاثماً على صدورنا ويرتكب المجازر ويدمر البيوت والأشجار».
كما انتقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجان المقاومة الشعبية إسقاط الحكومة الفلسطينية لـ«حق الشعب الفلسطيني في المقاومة» من برنامجها السياسي.
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، جميل مزهر، إن «خيار المقاومة المسلحة خيار استراتيجي في مواجهة الاحتلال ما دام جاثماً على أرضنا».
أما المتحدث باسم «لجان المقاومة الشعبية»، أبو مجاهد، فقال في بيان، إن «النهج الذي يستثني المقاومة قد تم تجريبه فلم يثمر سوى المزيد من الذل والمرارة وتضييع الحقوق».
كذلك، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، رفضها لبرنامج فياض الذي لم تذكر فيه «المقاومة المسلحة»، واعتبرت أنه «لا يمثّل فلسفة صنع المقاومة والدفاع عن كرامة الشعب وصون حقوقه».
وقال القيادي في «الكتائب»، أبو المنتصر عمر، في بيان، «إن فياض يقدم خدمة مجانية لحركة حماس كي تهاجم الحكومة وسياساتها وتصويرها بأنها ضد المقاومة». وأضاف «كان لزاماً على فياض أن يشدّد على روح المقاومة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني ويسعى إلى دعمها لوجستياً ومادياً ومعنوياً»، مشدداً على «أننا لن نسقط سلاحنا ولن نوقف مقاومتنا طالما أن شعبنا لا يزال يعاني من ويلات الاحتلال».
وإضافة إلى إسقاط «حق المقاومة»، تعهّد برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة بمنع «استخدام العنف باسم الإسلام». وجاء في الوثيقة أن حكومة فياض ستضع استراتيجية واضحة من أجل «تعزيز مكانة الإسلام في العقول والأذهان كدين تسامح واعتدال».
وفيما يتصاعد الجدل السياسي حول المقاومة الفلسطينيية، اغتالت قوات الاحتلال، أمس، مقاومين لـ«كتائب شهداء الأقصى» كانا يحاولان زرع عبوات ناسفة جنوب قطاع غزة. كما أعلنت ثلاث جماعات فلسطينية عن قصف مواقع وبلدات إسرائيلية محاذية للقطاع بقذائف محلية الصنع.
في هذا الوقت، قال القيادي في حركة «فتح» في قطاع غزة، ابراهيم أبو النجا، في مؤتمر صحافي، إن «ما تقوم به حماس في قطاع غزة هو قتل منظم لأبناء فتح وقيادات وكوادر الحركة»، موضحاً أن «حركة فتح لا تريد المواجهة ورفع سلاحها في وجه أبناء شعبها».
في المقابل، رأى القيادي في «حماس» سامي أبو زهري أن ما تقوم به حركة «فتح» من مؤتمرات «يهدف إلى التغطية على حجم الجرائم الكبيرة التي ترتكبها الأجهزة الأمنية ضد أبناء ومؤسسات الحركة في الضفة الغربية». وأضاف «إن ما تضمنه مؤتمر أبو النجا لا يعدو كونه مجموعة من أكاذيب وتفاهات لا تستحق الرد لأن من تتم ملاحقتهم في غزة، هم مجموعات من العملاء».
إلى ذلك، شرعت الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية في دفع رواتب لنحو ألفي موظف من الموظفين العاملين بموجب عقد مع السلطة الفلسطينية، والذين كانت حكومة سلام فياض قد أوقفت دفع رواتبهم.
وكشف هنية عن أن وزارة الداخلية شرعت في «تشكيل قوة بحرية خاصة من عناصر ذات علاقة بالبيئة البحرية لخلق جو من الانسجام مع الصيادين تفادياً للإشكالات التي رافقت الفترة الماضية».