شدد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، أمس، على أن «الموقف الرسمي لإسرائيل ولجيش الدفاع الإسرائيلي هو أن الجنديين الأسيرين (لدى حزب الله إيهود غولدفاسير والداد ريغف) ما زالا على قيد الحياة»، مضيفاً إن هذا «الموقف الرسمي لن يتغير بسبب نشر في صحيفة عربية كهذه أو تلك» أخباراً مغايرة، في إشارة إلى ما نشرته الزميلة «النهار»، أول من أمس، من أن جهات أمنية ألمانية فهمت أن أحد الأسيرين على قيد الحياة فيما الآخر ميت.وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، أن ناطقاً باسم الحكومة الإسرائيلية رفض التعليق على نبأ موت أحد الأسيرين، مشيراً إلى «أن الحكومة الإسرائيلية لا تعلق على تقارير في وسائل الإعلام اللبنانية».
وكانت الأنباء الواردة من لبنان قد أثارت موجة عارمة من ردود الفعل الإسرائيلية انعكست أمس على الصفحات الأولى للصحف العبرية، التي أفردت حيزاً أساسياً لردود فعل أقارب الأسيرين.
وقال والد الأسير غولدفاسير، شلومو غولدفاسير، إنه «حتى عندما كانت هناك معلومات عن أن كلا الجنديين على قيد الحياة ومعافيان، فإننا لم نتعامل معها بجدية، إذ إن الجهة المخولة بنقل معلومات صحيحة عن وضع الأسيرين هي الصليب الأحمر الدولي».
وقالت والدة الأسير نفسه، ملكا غولدفاسير، إن «النشر حول هذا الموضوع هدفه التلاعب بمشاعر عائلتي الأسيرين». وطالبت الحكومة الإسرائيلية بأن تقوم «بخطوات جريئة وخلّاقة لتحرير الابنين».
في هذا الوقت، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن إحدى الشخصيات الاقتصادية المرموقة في إسرائيل أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، عن وجود شخص يتعاون مع الموساد الإسرائيلي لسنوات طويلة يقوم بالتوسط ومحاولة جلب معلومات عن مصير الجنديين الأسيرين.
وبحسب محرر الشؤون الاستراتيجية والأمنية في «يديعوت»، رونين برغمان، فإن هذا الشخص، «الذي تدين له إسرائيل بالكثير»، اقترح استخدام علاقاته مع شخص آخر مقرب من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «من أجل محاولة الحصول على معلومات حول مصير الأسيرين، وحتى من أجل التوسط لإطلاق سراحهما».
وفي إطار تعليقه على النبأ الوارد من لبنان، أشار برغمان إلى أنه «كان بإمكان إسرائيل الحصول على المعلومات التي أوردتها النهار، قبل سنة أو قبل أسبوع»، معتبراً أن «هذا الخبر يشير إلى فشل آخر في سلسلة طويلة (من الإخفاقات) في حرب لبنان الثانية».