strong>شبه هدنة سياسية وأمنية فرضتها نهائيات كأس آسيا في كرة القدم، التي أحرزها المنتخب العراقي أمس؛ فعلى وقع حظر التجوال الواسع النطاق الذي فُرض على محافظات عراقية عديدة، خوفاً من أعمال عنف تواكب احتفالات الفوز، هدأت الحرب الكلامية بين الحكومة ومعارضيها نسبياً، مع الإعلان عن دخول الطرف الكردي في مفاوضات بين الطرفين
حقق المنتخب العراقي، الذي فاز أمس بنهائي كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، وسط غياب أي حضور رسمي عراقي «لأسباب تقنية»، ما عجزت عنه الأحزاب العراقية من ناحية جمع الكتل الطائفية والعرقية في شكل موحّد. وخوفاً من تفجيرات تستهدف المحتفلين على غرار ما حصل يوم الأربعاء الماضي عندما قتل أكثر من 64 عراقياً بعد فوز المنتخب في مباراة نصف النهائي، فرضت السلطات حظراً على حركة السيارات والدراجات في بغداد وكربلاء والموصل وكركوك اعتباراً من الساعة الرابعة عصر أمس حتى السادسة من صباح اليوم.
ومع استمرار الأزمة بين «جبهة التوافق» والحكومة العراقية خلال اليومين الماضيين، انقسمت مواقف الكتل السياسية العراقية حولها، بالتزامن مع تصاعد حدة حرب الاتهامات منذ تهديد الكتلة السنية الرئيسية في البلاد بالاستقالة من الحكومة خلال هذا الأسبوع.
وأعلن المتحدّث باسم «التوافق» سليم عبد الله تأجيل الرد الجديد على بيان الحكومة الذي اتهمها بتعطيل المصالحة السياسية عمداً، والالتحاق بقوى «خارج الحدود»، وذلك «تعاطفاً مع أفراح الشعب العراقي والأداء الرائع للمنتخب الوطني».
ودخل الرئيس جلال الطالباني في النقاش بين الطرفين، معلناً خلال مقابلة تلفزيونية، أول من أمس، أنه «في حين أن التكتل السني (التوافق) لديه بعض الشكاوى المشروعة، فإن تهديدهم بالخروج من الحكومة يقوّض جهود تعزيز المصالحة الوطنية». ورأى أن بعض أعضاء «التوافق» «يتعاطفون مع الإرهابيين أو يؤيدونهم».
والأبرز في الخلاف الدائر كان اتهام المتحدث باسم الحكومة، علي الدباغ، نائب الرئيس العراقي وزعيم الحزب الإسلامي، أحد الأطراف المكوّنة لـ«جبهة التوافق»، طارق الهاشمي، بتقديم لائحة من المرشّحين البعثيين والمجرمين لمناصب في وزارة الداخلية، وأنه «لم يصطحب معه خلال جولاته كلّها، سوى مناصرين لحزبه واستبعد كل الأطراف الأخرى»، وهو ما اعتبره الدبّاغ «كسراً للتقاليد التي تجبر الرؤساء ونوابهم بالانفتاح على جميع الكتل وعدم احتكار الوظائف بالمقرّبين الحزبيين».
في هذا الوقت، كشف المسؤول في التيار الصدري الشيخ عبد الرزاق النداوي عن استخدام القوات الأميركية الأسلحة المحرّمة دولياً ضد المواطنين في كربلاء، فيما سجّل اليومين الأخيرين بيانات للاحتلال تؤكّد القبض على المزيد من المسؤولين الصدريين غرب هذه المدينة. وأكّد الندّاوي أن المقاومة ستواصل مقاومتها لقوات الاحتلال حتى خروجها من البلاد.
وبينما رفض التيار الصدري الإعلان عن موقف إزاء الخلاف بين الحكومة و«جبهة التوافق»، أعلن النائب عن التحالف الكردستاني عبد الله صالح أن كتلته دخلت في وساطة بين الحكومة وجبهة «التوافق». وقال إن التحالف الكردستاني ينظر لمطالب «التوافق» نظرة موضوعية، «إذ إن هناك بعض المطالب يمكن تحقيقها ولها الحق فيها، ولكن هناك مطالب تعجيزية». وأوضح صالح أن التحالف الكردستاني و«الائتلاف العراقي الموحّد»، «دخلا في اجتماعات مكثّفة لمناقشة مطالب الجبهة»، متوقعاً «أن يتم خلال اليومين المقبلين الخروج بحل لهذه الأزمة».
وفي السياق، استنكر حزب «الفضيلة» قرار إعفاء محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي من منصبه من قبل رئاسة الوزراء، واصفاً الحكومة بأنها «ذات توجهات وتخندقات طائفية عملت على تدمير البلد وأخضعته لمنهج الحزب الواحد». وكرّر، في بيان، اتهامه الحكومة باستخدام «جميع الوسائل للنيل من حزب الفضيلة».
وأكّد النائب عن «القائمة العراقية الوطنية»، أسامة النجيفي، أن رئيسها أياد علاوي لن يحضر اجتماعات القادة السياسيين الخمسة التي أُعلن عنها في وقت سابق، من دون أن يحدّد لها موعداً.
ونفى الجيش الأميركي التقارير الإعلامية عن تأزّم العلاقة بين قائد قوات الاحتلال ديفيد بيترايوس ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي سيزور تركيا الشهر المقبل بحسب بيان صدر عن مكتبه، أول من أمس.
وقال المتحدث باسم بيترايوس، ستيف بويلان، إن المسؤولين يجريان «محادثات صريحة للغاية». وعن المعلومات الصحافية التي كشفت أن الوضع أصبح بالغ السوء بين الرجلين، لدرجة أن المالكي طلب من الرئيس الأميركي جورج بوش استبعاد بيترايوس «لأنه لم يعد يستطيع التعامل معه»، قال بويلان «هذه رواية مختلقة تماماً».
كما نفى كبير مستشاري المالكي، صديق الركابي، هذه التقارير ووصفها بأنها «غير حقيقية». وأضاف إنه سأل المالكي شخصياً عمّا إذا كانت هناك مشكلة بينه وبين بيترايوس، وإنه أبلغه بعدم وجود أي مشكلات على الإطلاق. لكن الركابي قال إن توترات حدثت بين الرجلين بسبب تجنيد الجيش الأميركي لعناصر من قبيلة عربية سنية للقتال ضد «القاعدة»، لكنه أضاف إنه تمّ التوصّل بعد ذلك إلى اتفاق لتأليف لجنة حكومية عراقية لإجراء مسح للمجنّدين.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس، أنّ الحكومة العراقية رفضت تولّي مسؤولية ملكية وإدارة آلاف من مشروعات إعادة الإعمار التى تموّلها الولايات المتحدة، ما سيجبر الحكومة الأميركية على تسليمها إلى سلطات عراقية محلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة غالباً ما تروّج لعدد من مشاريع إعادة البناء مثل منشآت الطاقة والمستشفيات التي اكتملت في العراق باعتبارها موشّرات إلى التقدّم، غير أن تقريراً أميركياً أظهر أن عدداً من المشاريع «ينهار وأصبح مهجوراً أو معطّلاً، بعدما لم يمض شهور على إعلان الولايات المتحدة إنشاءها بنجاح».
ميدانياً، قُتل جنديان أميركيان في بغداد، أمس، ونحو 40 عراقياً في اليومين الأخيرين، بينهم 3 صحافيين. وخسر العراق في اليومين الأخيرين، معلمين أثريين، عندما نسف مسلّحون مرقد النبي دانيال في قضاء المقدادية في محافظة ديالى، غداة تدمير تمثال «الأسد البابلي» في البصرة.
وأعلنت القوات البريطانية أنها تستعد لتسليم القصور الرئاسية في محافظة البصرة إلى القوات العراقية خلال أيام في إطار خطة الانسحاب البريطاني وتسليم الملف الأمني إلى العراقيين.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي)