القاهرة ــ خالد محمود رمضان
يعقد وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة اجتماعاً استثنائياً لبحث تطورات الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يقدّم خلاله وزيرا الخارجية المصري والأردني أحمد أبو الغيط وعبد الإله الخطيب تقريراً عن نتائج زيارتهما إلى إسرائيل الأسبوع الماضي لتسويق مبادرة السلام العربية.
ومن المقرّر أن يبحث الوزراء أيضاً دعوة الرئيس الأميركي جورج بوش لعقد مؤتمر سلام في الخريف المقبل، ولا سيما أن الاجتماع يأتي عشية زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس غداً الثلاثاء إلى القاهرة، حيث يلتقيان عدداً من وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ.
وعلّق الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في القاهرة أمس، على دعوة الرئيس الأميركي بقوله «إن فكرة عقد المؤتمر الدولي في شأن عملية السلام هي طرح عربي قدّمه العرب عندما ذهبوا إلى مجلس الأمن الدولي»، مشيراً إلى احتمال وجود «اختلاف بين مفهوم المؤتمر الدولي كما طرحه العرب وبين ما طرحه بوش». غير أنه شدّد على أن «المهمة الآن هي كيف نوفّق بين الموقف العربي والموقف الأميركي بما أن الجانبين يتكلمان عن اجتماع أو مؤتمر أو إطار دولي لتحريك عملية السلام».
وقال موسى «إننا طرحنا على المجموعة الرباعية أن تبادر بالدعوة إلى مؤتمر دولي بشأن عملية السلام إما أن يكون تحت إطار مجلس الأمن وهذا هو الأفضل، أو أن يتحمّلوا هم المسؤولية».
وقال موسى إن اجتماع وزراء الخارجية العرب سيتضمن عرض تقارير عن الاتصالات والتحركات العربية خلال الفترة الماضية وتحليلها. وأضاف «إننا نسمع قعقة ولا نرى طحيناً، إذ إننا نرى حالياً كثيراً من الحديث والحركة من جهات متعددة، ونأمل أن تكون هناك نتيجة من كل ما نراه ونسمعه وما يصلنا من خلال الاتصالات التي أجريناها».
وفي شأن الأزمة اللبنانية عقب زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الأخيرة، قال موسى «إن الخلاصة التي توصّل إليها كوشنير بصعوبة عقد اجتماع للأطراف اللبنانية على مستوى القيادات قد شعرنا بها نحن منذ أكثر من شهر». وكشف عن وجود مبادرة عربية مفصلة بشأن لبنان فيها موضوعات وخطوات وأجندة، وهناك بلورة لخطة عربية مطروحة في هذا الموضوع.
وأشار موسى إلى أنه «قام بجهد لبلورة مواقف ونقاط رئيسية تتعلق بالحوار بين أطراف النزاع اللبنانية في حال اجتماعهم معاً».
وأشار موسى إلى عدم اعتراضه على النشاط الفرنسي في هذا الموضوع «بل العكس، فإن الجامعة العربية تريد من الجميع أن ينشط لحل الأزمة». وقال إن «الاجتماع الذي عقد في ضاحية سان كلو الفرنسية وحضره ممثل للجامعة العربية ساعد على تطوير الموقف قليلاً». وأعرب عن إمكان تنسيق الجهود العربية والفرنسية لحل الأزمة اللبنانية «لكنّ المهم في حلها هو الموقف اللبناني ومواقف الدول الأخرى المؤثّرة في الوضع اللبناني».
إلى ذلك، من المقرر أن يبدأ ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز اليوم زيارة إلى القاهرة يلتقي خلالها الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ.
وقالت مصادر دبلوماسية في الرياض إن الأمير سلطان سيصل إلى شرم الشيخ ليوم واحد فقط، وسيبحث مع مبارك «الجهود المبذولة حالياً لإطلاق عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ضوء دعوة الرئيس الأميركي إلى عقد لقاء دولي للسلام في الشرق الأوسط».