دعت موسكو أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الحوار مع «حماس»، إلا أن أبو مازن تمسّك بالرفض، مطالباً هذه الحركة بالتراجع عن «الخطوات الانقلابية في قطاع غزة»، فيما رحّب رئيس الحكومة المقال إسماعيل هنية بالوساطة الروسية.وشدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه الرئيس الفلسطيني في موسكو أمس، على «ضرورة إرساء الوحدة الفلسطينية مجدداً عبر حوار بين كل القوى السياسية»، وفق بيان لوزارة الخارجية الروسية.
وكان لافروف قد قال أمام الصحافيين لدى استقباله أبو مازن، إن روسيا تدعم عباس بصفته «الرئيس الشرعي» لجميع الفلسطينيين. وأضاف «ندعم جهودكم الهادفة إلى إعادة الاستقرار والوحدة بين الفلسطينيين واستئناف عملية السلام».
بدوره، قال ابو مازن، قبيل لقائه لافروف، إن «المسألة الأبرز التي سأبحثها مع الرئيس فلاديمير بوتين (اليوم) ووزير الخارجية هي الانقلاب الدموي الذي وقع منذ بضعة اشهر في غزة». وأضاف أنه سيحاول تنسيق مواقفه مع بوتين قبل انعقاد مؤتمر دولي لإحياء محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين اقترح الرئيس الاميركي جورج بوش تنظيمه في الخريف المقبل.
وجدّد عباس شروط الحوار مع «حماس»، مشيراً إلى أن عليها أن «تنهي كل أسباب الإجراءات الانقلابية التي قامت بها ضد السلطة الشرعية في قطاع غزة قبل الحديث عن أي حوار معها».
وأوضح عباس، لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي.بي.سي) من موسكو، أنه «لا يعارض قيام موسكو بدور الوساطة بين حركتي فتح وحماس بعد أن تنهي الاخيرة ذيول انقلابها في غزة».
وفي أول تعقيب على تلك التصريحات، رفض القائد في «حماس» محمود الزهار تراجع حركته عما جرى في غزة، واصفاً تصريحات عباس بأنها «تأتي من باب العلاقات العامة وتأثير زيارته لموسكو، وهي عبارة عن قفازات من حرير تخفي سكّيناً».
من جهته، رحب اسماعيل هنية بأي تحرك تقوم به روسيا أو أطراف إقليمية أو دولية اخرى لإنهاء الأزمة الفلسطينية الداخلية. وقال أمام عدد من الصحافيين الأجانب الذين قاموا برفقة مسؤولين من «حماس» بجولة ميدانية في قطاع غزة، «هناك دول عربية وإسلامية، ودول خارج الإقليم، تجري اتصالات معنا بشأن بعض التصورات لمعالجة الأزمة ومن هذه الدول روسيا». وأضاف «نحن نرحّب بأي تحرك فلسطيني أو عربي أو إقليمي أو دولي لرأب الصدع داخل الساحة الفلسطينية. ونحن مع الشروع في الحوار الوطني من دون وسطاء».
وقال هنية «إذا كان هناك حديث عن الاعتذار، فلتعتذر فتح وحماس. علماً أن الذي جرى انتهاك خطير لمعايير الديموقراطية والشرعية الفلسطينية». وتابع «نحن لا نعتذر عن شيء له علاقة بتثبيت الشرعية الفلسطينية، لكننا ملتزمون أن حقوق الناس والعباد على الجميع أن يظهر التزاماً بها».
وكتبت صحيفة «كومرسانت» الروسية أن «الرئيس الفلسطيني سيسعى إلى إقناع موسكو باتخاذ قرار نهائي» بشأن محاوره الفلسطيني، لكنها رأت أن «كل شيء يشير إلى أن خيبة الأمل ستكون في انتظار عباس في موسكو لأن (روسيا) ستسعى إلى إبقاء سياستها» مع «حماس».
أما صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الرسمية، فقالت من جهتها إن «الوقت قد حان لروسيا أن تتدخل، وخصوصاً أنها تقيم علاقات جيدة مع ايران وسوريا وتسعى إلى استعادة النفوذ الذي خسره الاتحاد السوفياتي في الشرق الاوسط». وأضافت «على روسيا أن تتحرك... وموسكو قادرة تماماً على اعادة حماس إلى طاولة المفاوضات».
وفي السياق، قالت صحيفة «كوميرسانت» إن السلطة الفلسطينية ستتلقى في أقرب وقت الـ 50 مصفحة الموعودة، وإن جميع الإجراءات المطلوبة قد استوفيت لإرسالها إلى الضفة الغربية.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)