strong>«علينــا واجبــات نؤدّيهـا فـي العـراق... والعقوبـات عـلى إيـران تحقّـق نتائـج»
أكّد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، خلال لقائه مع الرئيس الأميركي جورج بوش في منتجع كامب دايفيد في ولاية ميريلاند أمس، أنّ العلاقات الوثيقة بين بلاده والولايات المتّحدة ستصبح «أقوى» خلال السنوات المقبلة، في ظلّ توافق تام نسبيّاً في شأن كيفيّة معالجة معظم القضايا الدوليّة و«طمأنة» مطلوبة أميركياً في شأن العراق.
وفي مؤتمر صحافي عقده وبوش بعد اللقاء الأوّل الذي يجمع بينهما منذ تولّيه منصبه في نهاية الشهر الماضي، قال براون إنّ «المملكة المتحدة والولايات المتحدة تعملان من خلال شراكة أعتقد أنّها ستصبح أقوى خلال السنوات المقبلة»، نافياً جميع التكهّنات التي رأت في ولايته قطيعة مع النهج التبعي لسلفه طوني بلير، وخصوصاً في إطار رؤيته الجديدة لكيفيّة الحفاظ على الأمن القومي البريطاني، التي خطّ معالمها منذ أيّامه الأولى في «10 داونينغ ستريت».
وقال براون إنّه في ما يتعلّق بالملفّ العراقي، الذي رُجّح أن يكون أساس المحادثات في ظلّ حديث متزايد عن سحب القوّات الملكيّة من بلاد الرافدين، إن «هدفنا، مثل الولايات المتّحدة، يتحقّق خطوة خطوة، لتسليم المهمات إلى السلطات العراقيّة»، لأنّ «علينا واجبات نؤدّيها ومسؤوليّات نضطّلع بها لدعم الحكومة (العراقيّة) المنتخبة ديموقراطياً ولدعم الإرادة الواضحة للمجتمع الدولي».
وفيما أوضح بوش أنّ رئيس الوزراء البريطاني «يفهم المخاطر» في العراق، لفت براون إلى أنّ قراراً في شأن إعادة انتشار القوّات البريطانيّة في العراق، البالغ عديدها 5500 جندي منتشرين أساساً في محافظة البصرة جنوب بغداد، يجب أن يُتّخذ قريباً إلّا أنّه سيكون مبنيّاً على «نصيحة قادتنا الميدانيّين».
إلّا أنّ الشكوك في شأن الموقف البريطاني من احتلال العراق لا تزال ماثلة، بعد تعيين براون للعديد من «المشكّكين في الغزو» في عدد من المناصب الوزارية الرفيعة، ونظراً للاستياء الواضح في لندن من السياسة الخارجية الأميركية وكذلك بسبب عدم تطرّق براون إلى المشاركة الأميركية ـــــ البريطانية في الخليج العربي في تصريحاته قبل الزيارة.
وفي ردّ على سؤال عن «إمكان توريث الحرب في العراق إلى الرئيس المقبل» الذي سيحلّ على البيت الأبيض بعد انتخابات العام المقبل، تحفّظ بوش في ردّه إلّا أنّه شدّد على أنّ احتلال العراق «يحتاج إلى وقت طويل، كما هي الحال مع الصراع الإيديولوجي» مع المتطرّفين الإسلاميّين.
واستكمالاً لتصريحاته الأسبوع الماضي بأنّه لا يستبعد القيام بعمل عسكري ضد إيران لكنه يعتقد أنّ سياسة فرض العقوبات ستقنعها بالتخلّي عن برنامجها النووي، أعرب براون عن تطابق رؤيته في هذا الشان مع بوش. وقال «نحن متفقان على أنّ العقوبات تحقق نتائج، ومستعدّون للتحرك نحو المرحلة التالية وهي تشديد العقوبات من خلال قرار جديد للأمم المتحدة»، بعد مجموعتين من العقوبات كان قد فرضهما مجلس الأمن منذ كانون الأوّل الماضي، وبالتزامن مع مباحثات في شأن قرار ثالث يفرض مزيداً من العقوبات.
كذلك أعلن الزعيمان أنّهما اتفقا على ضرورة «زيادة» الضغوط لوضع حد للعنف في إقليم دارفور السوداني. وقال براون إنّ «دارفور أسوأ كارثة إنسانيّة في العالم حالياً»، وأضاف «اتفقنا على الإسراع في اعتماد قرار الأمم المتحدة المتعلّق بنشر قوّة سلام مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، وعلى تشجيع إجراء مفاوضات سلام مبكرة».
وأشاد براون، الذي يرافقه وزير خارجيّته دايفيد ميليباند، في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أمس، بالمبادئ المشتركة التي تجمع بين الشعبين الأميركي والبريطاني. وقال «أعتقد أنّ شراكتنا الأطلسية المتأصّلة أساسية ودائمة بما يتجاوز المصالح المشتركة أو حتى التاريخ المشترك»، موضحاً أنّ «شراكة الهدف أصبحت الآن أهمّ من أيّ وقت مضى».
وأضاف، في المقال نفسه، «وإذا كنا قد قاتلنا معاً في القرن الماضي لإنقاذ فكرة الحرية من التهديد الاستبدادي، فإنّنا في هذا الجيل ندافع معاً عن مبدأ الحرية ضدّ التهديد الإرهابي».
تجدر الإشارة إلى أنّ مندوب بريطانيا لدى الأمم المتّحدة أمير جونز باري أوضح في حديث لـ«الأخبار» أنّ براون سيلقي كلمة في مجلس الأمن غداً تتعلّق بالمناخ، وسيطرح فكرة «خطة طوارئ» لتحقيق أهداف الألفية بعد الإخفاقات الخطرة بالنسبة للمناخ والأمن العالمي التي جرت في العقود الأخيرة.
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب، الأخبار)