strong>ترويج لـ«مؤتمر بوش» ودعم السنيورة وحل دبلوماسي مع إيران وعدم الانسحاب من العراق
بدأت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس جولتهما في الشرق الأوسط، بعقد اجتماع مع وزراء خارجية دول الخليج الست، إضافة إلى وزيري خارجية مصر والأردن: أحمد أبو الغيط وعبد الإله الخطيب، خرج بتحذير من «زعزعة استقرار الخليج»، إضافة إلى بحثه في ملف مؤتمر السلام والعراق ولبنان.
وشدّد وزراء الخارجية، في بيان بعد الاجتماع، على أن «زعزعة استقرار الخليج من شأنه تهديد المصالح الوطنية الحيوية للجميع»، معربين عن عزمهم على مواصلة التعاون ضد مثل تلك التهديدات. وأضاف البيان أن «السلام والأمن في تلك المنطقة عاملان رئيسيان لسلامة الاقتصاد العالمي والاستقرار الدولي»، مشيراً إلى «أهمية الحوار والدبلوماسية ووجوب تسوية النزاعات بين الدول بالوسائل السلمية وبالشكل الذي يوافق مبادئ القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة وتأسيس العلاقات بين جميع الدول على الاحترام المتبادل لسيادتها وتكامل أراضيها ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة».
وأوضح البيان أن المشاركين «أكدوا مجدداً رؤيتهم المشتركة حيال شرق أوسط ينعم بالسلام والاستقرار والرفاهية، كما أكدوا على التزامهم بالعمل معاً من أجل تحقيق هذا الهدف».
وشددوا على أن الأساس لتحقيق تلك النتيجة «يتضمن تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي 242 و338 و1397 و1515 ومبادرة السلام العربية وإنهاء الاحتلال منذ عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافياً تعيش في سلام وأمن مع جميع جيرانها».
وجدد البيان تأكيده على «سيادة الأراضي العراقية وتكاملها وعدم جواز انتهاك الحدود الدولية المعترف بها للعراق اعتماداً على مبدأ عدم التدخل في شؤون العراق». وطالبوا «جميع جيران العراق بإنهاء كل تدخل فيه، بما في ذلك الإمداد بالسلاح والتدريب للميليشيات المختلفة»، مجددين التزامهم «بتقوية التعاون للحيلولة دون انتقال الإرهابيين إلى العراق أو انتقال السلاح إليهم أو توفير التمويل المساند لهم».
وفي الملف النووي، ذكر البيان أن المشاركين جدّدوا «دعمهم القوي للجهود الدبلوماسية الدولية، ونادوا إيران للانصياع لكل التزاماتها بشأن اتفاقية عدم الانتشار النووي»، مشدّدين في الوقت ذاته على «حقوق أطراف الاتفاقية كافة في استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية».
وحول الوضع في لبنان، جدد وزراء الخارجية تأكيد دعمهم «للبنان وحكومته الشرعية برئاسة فؤاد السنيورة»، داعين الأطراف اللبنانية «إلى مساندة الجهود نحو استئناف
الحوار الوطني». وشددوا على حتمية التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخاصة القرارات 1559 و1680 و1701 و1757.
وفي مؤتمر صحافي بعد الاجتماع، قالت رايس إن مؤتمر السلام «ليس مجرد حملة دعاية». وأضافت: إن الرئيس جورج بوش «لا يريد أن يكون هناك اجتماع لمجرد عقد اجتماع»، مشددة على أن «هناك جهوداً من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأنا سأذهب إلى إسرائيل وإلى المناطق الفلسطينية بعد يومين وسأذهب إلى السعودية».
و قالت رايس “لم نناقش فقط عملية السلام والعراق، ولكن ناقشنا الوضع في لبنان»، مشيرة إلى أنها طلبت من نظرائها العرب دعم «الحكومة الديموقراطية المنتخبة في لبنان».
وتابعت رايس «من المهم جداً أن تفهموا أن الولايات المتحدة تدرك أن هذه الأوقات هي أوقات تحديات وهي أيضاً أوقات فرص. وما لم تتعامل مع جميع التحديات، فإنك ستخفق وستضيع الفرصة ولن تضع المنطقة في وضع مستقر يسير إلى الأمام».
بدوره، وصف أبو الغيط الاجتماع بأنه «مهم ومفيد»، موضحاً أنه «تم تبادل الآراء بوضوح وصراحة ونستشعر أن هناك تفاهماً كبيراً بين رايس وبقية المشاركين في الاجتماع».
وأضاف الوزير المصري أن رايس «شرحت للمشاركين في الاجتماع الرؤية الأميركية لتحريك عملية السلام والرغبة الأميركية في دفع الأمور نحو تسوية فلسطينية ـــــ إسرائيلية تقود إلى بناء دولة فلسطينية فاعلة ومتصلة الأراضي».
ودافع أبو الغيط ورايس عن المساعدات العسكرية التي أعلنت الولايات المتحدة تقديمها لمصر والسعودية وبعض دول الخليج. وقال الوزير المصري إن «المساعدات العسكرية لمصر هي شيء قائم منذ بداية العلاقة الأميركية ـــــ المصرية التي تزيد على 25 عاماً، وكذلك تزويد دول الخليج بالأسلحة هو شيء يعود إلى عقود طويلة».
أما رايس، فقالت «إن المساعدات التي تقدم لإسرائيل ومصر والسعودية ودول خليجية أخرى هي نتاج لمناقشات أميركية دارت مع دول المنطقة لمدة عقود من أجل التأكد من أمن الحلفاء والأصدقاء في المنطقة لتلبية احتياجاتهم الأمنية».
وفي مؤتمر صحافي مع رايس في شرم الشيخ، قال وزير الدفاع الاميركي إن مصر ودول الخليج أعربت عن مخاوفها من أن انسحاباً أميركياً متعجلاً من العراق قد يؤدي إلى فوضى في المنطقة. وأضاف غيتس «أكدنا لهم أن الرئيس بوش سيضع في اعتباره ما يرى أنه في مصلحة استقرار المنطقة على المدى الطويل». وسئل غيتس عن طبيعة التطمينات التي يمكن أن يقدمها إلى الدول العربية لإقناعها بأن الولايات المتحدة لن تنسحب فعلاً بشكل متعجل من العراق، فأجاب إن «هناك إدراكاً متزايداً في واشنطن من جانب الجميع بأنه ينبغي علينا أن نأخذ في الاعتبار المخاطر التي قد تترتب عن تغيير سياستنا في العراق بشكل غير حكيم».
وقبل اجتماع شرم الشيخ، التقى الرئيس المصري حسني مبارك رايس وغيتس، اللذين اجتمعا أيضاً مع مدير المخابرات عمر سليمان ووزير الدفاع محمد حسين طنطاوي.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)