ندّدت دمشق وطهران أمس بمشاريع بيع أسلحة أميركية الى دول خليجية حليفة لواشنطن ووصفتاها بأنها «خطيرة»، في وقت أعربت فيه سوريا عن استعدادها لدعم مؤتمر سلام على غرار مؤتمر مدريد، مشيرة إلى أنها ستتصدى لمشاريع «تصفية القضية الفلسطينية».وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في دمشق، «الآن نحن أمام مؤتمر دولي اقترحه (الرئيس الأميركي جورج) بوش». وأضاف «من يُردْ أن يكون صانعاً للسلام لا يبدأ بمبادرة التسلح الخطيرة في الشرق الأوسط».
وأوضح المعلم أن «هذه المبادرة (المؤتمر الدولي) يجب أن تتضح أهدافها وأرضيتها والمشاركون فيها وضمانات نجاحها»، مشيراً إلى أنه «من حيث المبدأ، سوريا تدعم وتشارك في مؤتمر دولي للسلام على غرار مؤتمر مدريد. مؤتمر سلام حقيقي قادر على إطلاق محادثات سلام ثنائية».
وندّد الوزير السوري بالقرار الأميركي بزيادة المساعدة العسكرية لاسرائيل. وقال إن «هذا مؤشر إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تبني سياستها على إحداث فوضى بنّاءة» في الشرق الأوسط. وأضاف «نحن في سوريا نسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وأي جهد جدي للسلام والاستقرار سندعمه، وأي جهد لتصفية القضية الفلسطينية سنقف في وجهه».
أمّا موراتينوس فقال من جهته «ينبغي الإعداد جيداً لمثل هذا المؤتمر الذي يجب أن تشارك فيه سوريا». وأضاف «جميعنا في وضع حرج في المنطقة لكن ثمة زخماً جديداً. علينا ألا نفوت هذه الفرصة».
وفي الشأن اللبناني، قال موراتينوس «لقد أبلغت المعلم بنتائج زيارتي للبنان حيث كل الأطراف تحاول إيجاد مخرج للمأزق الحالي. لكن الأخبار الجيدة اليوم أن سوريا تدعم مبادرة إسبانيا وفرنسا، فالجميع حريص على لبنان مستقر وموحد، لذلك على الجميع أن يبذلوا جهودهم، وقد أسعدنا أننا تبلغنا هذا الموقف البنّاء جداً من السلطات السورية اليوم».
وقال موراتينوس، إن بلاده «تنسق مع فرنسا» في شأن المبادرة تجاه لبنان. وأضاف «طبعاً ننسق مع فرنسا واتصالاتنا مع نظيري وزميلي الفرنسي برنار كوشنير مستمرة، لكن الأمر مرتبط بالأطراف اللبنانية فالقرار يعود إليها، أمّا دور الأطراف الخارجية فهو دعم هذه الجهود».
وكان موراتينوس قد التقى الرئيس السوري بشار الأسد، ونقل إليه رسالة خطية من الملك خوان كارلوس تتعلق بعلاقات البلدين والوضع في المنطقة.
وفي السياق، وصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إعلان الولايات المتحدة بيع أسلحة بمليارات الدولارات الى دول في منطقة الشرق الأوسط بأنها «إجراء عبثي» يهدف إلى تحقيق أغراض مادية بحتة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن متكي قوله «إن هدف واشنطن من هذه المحاولة هو الحيلولة دون إفلاس شركات إنتاج الأسلحة الأميركية، لذا يرغبون في استغلال العام الأخير لهم في مناصبهم في تحقيق أكبر مكاسب ممكنة من خلال سيناريوهات لا أساس لها، وحرب نفسية وزعزعة استقرار المنطقة».
وشدّد متكي على أن «دول المنطقة وشعوبها، في ظل القواسم التاريخية والأواصر الثقافية والدينية المشتركة المتينة، يعيشون جنباً الى جنب في تفاهم وسلام». وأضاف إن «السياسات المثيرة للتوتر التي جاء‌ت بها بعض القوى الأجنبية لا يمكن أن تضعف الأواصر القوية بين شعوب المنطقة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)