strong>يبدو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس نجح في موسكو في إحداث تغيير طفيف في موقف القيادة الروسية من حركة «حماس»، التي أعلنت خفض العلاقة معها من دون تعليقها، مجدِّدة الاعتراف بـ«شرعية» أبو مازن
اشترطت موسكو أمس، بعد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحدة الفلسطينيين لإقامة دولتهم، إلا أنها أعلنت في الوقت نفسه خفض اتصالاتها مع «حماس»، وتقديم دعم عسكري إلى الرئاسة الفلسطينية.
ودعا عباس، بعد لقائه بوتين، حركة «حماس» إلى إعادة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية والاعتذار عن «جرائمها» قبل بدء حوار معها. وقال: «إن تطبيع (الاتصالات مع حماس) يمر عبر العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الانقلاب».
وشدّد عباس على ضرورة إجراء انتخابات في فلسطين في أسرع وقت ممكن، لكن بشرط إجرائها في الضفة الغربية وقطاع غزة معاً. وقال إنه التقى ممثلي لجنة الانتخابات المركزية، لكن مواعيد التصويت لم تُحَدَّد بعد.
وأوضح عباس أن لقاءه مع بوتين شهد بحث المسائل المتعلقة بتقديم المساعدات للفلسطينيين. وأضاف، في رده على سؤال عمّا إذا كان قد ناقش في موسكو إمكان حصول الجانب الفلسطيني على عربات مدرعة روسية من طراز «ب ت ر ـــــ70»، إن «اللقاء شهد بحث جميع أنواع المساعدات، لكنه لا يستطيع الحديث عن ذلك حالياً».
وكان بوتين قد قال خلال استقباله عباس في الكرملين: «بودي التأكيد على أننا سندعمكم بصفتكم الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني». وأضاف: «موقفنا لم يتغير، وأنتم تعرفونه جيداً. وندعو باطراد إلى حماية مصالح الشعب الفلسطيني حتى إقامة دولة فلسطين المستقلة».
وأعرب بوتين عن ثقته بأن عباس يبذل كل ما في وسعه من أجل إعادة وحدة الشعب الفلسطيني. وأضاف: «نعرف جيداً ما تعانونه وما يعانيه الشعب الفلسطيني».
بدوره، قال النائب الأول لوزير الخارجية الروسي، أندري دينيسوف، في ختام اجتماع بوتين وعباس في موسكو، إن الجانب الروسي لا يخطّط لعقد لقاء مع «حماس» قريباً. وذكّر بمكالمة هاتفية جرت أخيراً بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل، وقال: «تقتصر اتصالاتنا على هذه المكالمة».
وأضاف دينيسوف: «نواصل اتصالاتنا بهم لهدف عملي وبراغماتي في شكل مباشر أو غير مباشر هو إقامة حوار بين الفلسطينيين. ذلك هو هدفنا». لكنه تابع: «عمدنا أخيراً إلى تقليص علاقاتنا مع حماس بعض الشيء».
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» موسى أبو مرزوق، قال في مقابلة أجرتها معه وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء: «بحثنا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إمكان زيارة وفد من حماس إلى موسكو. ولم يتم تحديد أي شيء في أثناء الحديث، لكننا سنناقش هذه المسألة قريباً في أعقاب زيارة محمود عباس إلى موسكو».
إلى ذلك، أعلن دينيسوف أن روسيا قرّرت تقديم مساعدات إنسانية و50 عربة مدرعة لدعم السلطة الفلسطينية. وذكر أن الجانب الروسي يعتزم تقديم كل المساعدة التي يراها الشعب الفلسطيني نافعة بالنسبة إليه والتي تستطيع موسكو تقديمها.
وأكد دينيسوف أن «روسيا تنوي تزويد أجهزة الأمن الفلسطينية بالعربات المدرعة من دون مقابل، لأن الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني حالياً لا يتيح له تسديد ثمنها». وأضاف أن «أهم شيء شهده اللقاء (بوتين ـــــ عباس) هو إعلان الدعم القوي لمحمود عباس بصفته زعيماً للشعب الفلسطيني ورئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية». وتابع أن بوتين شدد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية بين الفلسطينيين، التي تعَدُّ شرطاً أساسياً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاملاً حاسماً للسلام والاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وفي رد على شروط عباس، قال القيادي في «حماس» محمود الزهار إن «عجلة الزمن لن تعود إلى الوراء، وزمن الفساد الذي كانت تمارسه الأجهزة الأمنية في قطاع غزة على حساب الشعب الفلسطيني وأمواله لن يعود».
(أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ب)