لا تزال احتمالات شن حرب أميركية على إيران واردة في قاموس البيت الأبيض والقادة الإسرائيليين، وإن كان هناك خلاف على التوقيت الذي يُرجَّح أن يكون في السنة المقبلة، وفق مصادر أميركية مطلّعة.ونقلت وكالة «يونايتد برس انترناشونال» عن مصدر «واسع الاطلاع» قوله من واشنطن إنه «استناداً إلى كبار المسؤولين الاستخباريين الأميركيين، فإن الرئيس جورج بوش قرر أخيراً عدم توجيه أي ضربة إلى منشآت إيران النووية المزعومة خلال العام الجاري».
وأضاف المصدر إن «المسؤولين شددوا على كلمة العام الجاري ما يعني عام 2007. غير أن ذلك لا يعني استثناء احتمال التدخل العسكري ضد إيران عام 2008 وصولاً إلى كانون الثاني 2009 موعد مغادرة الرئيس بوش للبيت الأبيض».
وتبدو هذه المعلومات دعماً للتقرير الذي نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية في 16 تموز الجاري، التي قالت فيه إن بوش أذعن أخيراً لنائبه ديك تشيني وقبل بشن غارات عسكرية ضد إيران قبل مغادرته منصبه.
وذكرت «يونايتد برس انترناشونال» أن مصادر قريبة من المجتمع الاستخباري الأميركي ترى أنه جرى الحديث بكثرة في الفترة الأخيرة عن نقل «قنابل ذكية» من صنع الاستخبارات الاسرائيلية إلى المنطقة. غير أن هذه المصادر تقول إنه لا أساس لهذه التقارير. وقال «المصدر المطّلع» إن «هذا هراء نفسي» أي بمعنى آخر التلاعب النفسي بأعصاب العدو.
وعوضاً عن هجوم مباشر على منشآت إيران النووية، اقترح تشيني تدبيراً يتضمن شن هجوم عسكري محدود ضد واحد أو أكثر من مراكز التدريب التي يتم نشر المقاتلين المتخرجين منها في العراق، حسبما ذكرت المصادر التي أوضحت أن اقتراحات نائب الرئيس الأميركي لم تحظ بالقبول لغاية الآن.
وفي السياق، دعا مجلس النواب الأميركي إيران إلى تغيير سياستها النووية، وأصدر أمس مشروع قانون يمنح ضمانات لمديري الاستثمارات الذين يسحبون أموالهم من قطاع الطاقة الإيراني.
وبموجب التشريع، الذي صدر بموافقة 408 أصوات في مقابل معارضة ستة، تكون وزارة الخزانة مطالبة بإدراج أسماء الشركات التي تستثمر أكثر من 20 مليون دولار في قطاع الطاقة الايراني وذلك مرتين في العام على شبكة الانترنت.
وفي طهران، رأى وزير الداخلية مصطفى بورمحمدي، في اجتماع للمحافظين أمس، أنّ ايران «دولة ذات نفوذ في الساحة الاقليمية والدولية».
وقال بور محمدي «إن الأعداء يبذلون كل ما في وسعهم ليلحقوا الضرر بسمعة نظام الجمهورية الاسلامية على الساحة الدولية.. للتأثير على الرأي العام العالمي عن طريق وسائل الاعلام والصحف والأفلام وحتى الرسائل القصيرة».
في سياق آخر، أعلن المتحدث باسم القضاء الايراني، علي رضا جمشيدي، أن التحقيق مستمر، في شأن قضية الأميركيين الإيرانيين هالة اسفندياري وكيان تاجبخش الموقوفين في سجن ايوين منذ اعتقالهما في ايار الماضي بتهمة المس بالأمن القومي الايراني.
وأضاف إن «قضيتهما مثل قضايا أخرى يجب أن تتبع آلية قانونية ولا يمكنني أن أتنبأ بالوقت الذي ستستغرقه هذه المسألة. على القاضي أن يقرر هذا».
الى ذلك، أفادت وكالة «إرنا» الإيرانية للأنباء أمس أن صحافيين اثنين من الإيرانيين الأكراد أعدما في إقليم كردستان شمال غرب إيران. ونقلت «إرنا» عن جمشيدي قوله إن الاثنين، وهما من مدينة ساناداج الكردية، أعدما بتهمة «المحاربة»، وهي مصطلح إسلامي يعني معاداة الله وتعدّ جريمة عظمى.
يو بي آي، ا ف ب، إرنا، د ب أ)