رأت الصحف البريطانية أمس أنّ تصريحات رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون وسلوكه، بعد اجتماعه بالرئيس الأميركي جورج بوش في منتجع كامب دايفيد في ولاية ميريلاند أوّل من أمس، تنذر بأنّ فصلاً جديداً من العلاقات مع واشنطن قد بدأ، معتبرةً أنّه «أنهى علاقة الحب» التي جمعت سلفه طوني بلير بسيّد البيت الأبيض.وأشارت الصحف نفسها إلى أنّ براون لم يدل بتصريحات تشيد شخصياً ببوش في المؤتمر الصحافي الذي أعقب اجتماعهما، موضحةً أنّ وصف براون المحادثات بأنّها «كاملة وصريحة» يمثّل تعبيراً دبلوماسيّاً خالياً من أيّ حرارة.
وقالت صحيفة «دايلي ميل» في مقالها الافتتاحي المعنون «انتهاء علاقة حب»، إنّ «براون تصرّف بشكل رسمي إلى درجة البرودة»، فيما قارنت صحيفة «دايلي ميرور» اليسارية بين براون وبلير، مبيّنة أنّ «علاقاتنا المميزة مع الولايات المتحدة دخلت مرحلة جديدة ورئيس الوزراء مصمّم على تجنّب الأخطاء التي وقع فيها سلفه».
وتابعت الـ«دايلي ميرور» إنّ عدم رد براون بالمثل على المديح الشخصي الذي أغدقه عليه بوش «فتح حقبة دولية جديدة»، موضحةً أنّ «بريطانيا ستكون أقوى عندما لا يكون قائدنا تابعاً للأميركيين».
من جهتها، رأت صحيفة «إندبندنت» اليسارية أنّ براون «حقق ما ذهب من أجله، فقد بدا كرجل دولة بارع في الخطابة، وتمكّن من إحداث تغيير ضمني في اللهجة في العلاقات الأطلسية من دون إحداث شيء من شأنه أن يؤدّي إلى شرخ دبلوماسي».
في هذا الوقت، أكمل براون زيارته إلى الولايات المتّحدة وانتقل إلى ولاية نيويورك، حيث التقى الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون، وجدّد التأكيد على «التزاماتنا في العراق» في ردّ على سؤال لمندوب العراق إلى المنظّمة الدوليّة حميد البيّاتي في شأن إمكان انسحاب القوّات البريطانيّة المتمركزة أساساً في محافظة البصرة جنوب بغداد.
إلّا أنّ براون اعترف، خلال مقابلة مع قناة «أن بي سي» التلفزيونيّة، بارتكاب جهاز الاستخبارات البريطاني «أخطاء» لدى تقويم امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل قبيل الاجتياح عام 2003. وقال إنّه وبلير اعترفا حينها للشعب البريطاني بتلك الأخطاء.
إلى ذلك، أوضح استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «بوبيولاس» ونشرت نتائجه صحيفة «تايمز» أمس، أنّ تسلّم براون رئاسة الوزراء البريطانية ساهم في تقدم حزب «العمال» 6 نقاط على حزب «المحافظين»، مشيراً إلى أنّ 71 في المئة ممّن شملهم الاستطلاع يرون أنّه «زعيم قوي».
(أ ف ب، رويترز، أ ب)