رام الله ــ سامي سعيد
كشفت مصادر فلسطينية واسعة الإطلاع لـ«الأخبار» أمس أن لقاءات جرت في مدينة أريحا في الضفة الغربية ومدينة العقبة الأردنية لدراسة الظروف المحيطة لإنجاح مشروع فدرالية الأردن وفلسطين.
وتواصلت اللقاءات والمؤتمرات المشتركة بترتيب مع قيادات محلية بارزة مثل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه والقيادي «الفتحاوي» جبريل الرجوب وعدد من القيادات الفلسطينية المهمشة التي تبحث عن دور مستقبلي، بهدف دراسة العلاقات الفلسطينية ـــــــ الأردنية المستقبلية، ووضع الأفكار والخطط العملية وتهيئة الرأي العام الإسرائيلي والفلسطيني والأردني كمرحلة أولى من مراحل التنفيذ العملي للخطة الأردنية.
ووجه رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد السلام المجالي بمعاونة عبد ربه والرجوب دعوات إلى نحو 150 شخصية من قادة الرأي الفلسطيني من رجال أعمال وأساتذة جامعات وإعلام وغيرهم، كما دُعي إلى الاجتماع نفسه نحو 70 شخصية إسرائيلية من المفكرين والساسة ورجال الأعمال، إضافة إلى دعوة ما يزيد على 50 شخصية أردنية مهمة.
وتحت شعار التحدث المباشر إلى فعاليات المجتمع الإسرائيلي والفلسطيني، يقوم الأردن باتصالات مع أوسع طيف من ممثلي المجتمع السياسي والمدني الفلسطيني والإسرائيلي، وخصوصاً من الضفة الغربية، لإيجاد رأي عام فلسطيني يقبل بالمشروع الأردني كخيار بديل عن الفوضى الأمنية في غزة، كما يجري الآن التحضير للقاء كبير للغرض نفسه في مدينة أريحا بعد لقاءات العقبة ـــــ عمان.
وعلى الصعيد الداخلي في الأردن، فإن الخطة تلقى قبولاً متزايداً داخل البلاط والجيش وأجهزة الأمن التي باتت تعد العدة امنياً وعسكرياً لمواجهة جبهتي العراق المنهار من الشرق والسلطة الفلسطينية المنهارة من الغرب.
ويرى مراقبون في العاصمة الأردنية أن إنشاء اتحاد فدرالي بين الأردن والضفة الغربية بات في طور التنفيذ، وذلك من خلال معطيات سياسية وإجراءات إدارية اتُّخذت فعلياً، منها صدور قرار ملكي أردني يقضي بتقسيم المملكة الأردنية الهاشمية إلى ثلاث مناطق إدارية منفصلة بصلاحيات واسعة كل منطقة لها برلمانها واستقلاليتها، ما يشبه التحضير للربط بينها وبين ثلاثة كانتونات فلسطينية في الضفة الغربية تتمتع باستقلال كامل في الشمال والوسط والجنوب مشكّلة جميعاً الكيان الجديد، وإنشاء معابر جديدة على نهر الأردن لخلق تواصل يحقق تكاملاً اقتصادياً واجتماعياً بين الضفتين.
وفي مسعى يعكس جدية الأردن في الطرح وفي ظل تقديرات إقليمية بانهيار السلطة الفلسطينية خلال الأشهر المقبلة، قالت المصادر إن الأردن عرض الخطة للتشاور مع القيادات الإسرائيلية والفلسطينية ودول عربية كمصر والسعودية.
وقالت المصادر إن المجالي عرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت والوفد البرلماني المرافق له أثناء زيارتهم للأردن تفاصيل خطته. وبحسب المصادر، فإن قادة إسرائيل أبدوا اهتماماً كبيراً بالخطة ما دفع اولمرت إلى إرسال ممثل حزب «كديما» عيتونائيل شينلر للاطلاع على تفاصيل المشروع ودراسته.
وأشارت المصادر إلى أن الخطة الأردنية عُرضت على الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لم يحدد موقفه منها. ويرجح المراقبون أن إلغاء زيارة الملك عبد الله إلى رام الله في اللحظات الأخيرة كان بسبب رفض عباس التناول العلني للخطة الأردنية وليس بسبب الأحوال الجوية أو معوقات إسرائيلية.
ورفضت مصر والسعودية الخطة الأردنية، وعللت المصادر هذا الرفض بالخوف من منطلقات الأمن القومي لكل بلد. فالتحفظ المصري على الخطة جاء من خلال تخوّف المصريين من نجاح المشروع في الضفة وامتداده في المستقبل إلى غزة، أما السعودية فتحفظت على الخطة من خلال موقف تاريخي يرفض إضافة عوامل قوة جديدة إلى العائلة الهاشمية.