strong>لندن تبحث الاستنجاد بطهران لتحرير مخطوفيها
شدّد الرئيس الأميركي جورج بوش بعد لقائه نظيره العراقي جلال الطالباني في البيت الأبيض أوّل من أمس، على استمرار التزامه مساعدة الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، كي تحقّق «أهداف مهمّة» وهي القانون السياسي الضروري لكي تثبت للشعب العراقي بأكمله أنّها «موحّدة وعلى استعداد للعمل بما فيه مصلحتهم جميعاً».
في هذا الوقت، عاد رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» عبد العزيز الحكيم إلى بغداد أمس، آتياً من طهران، بعدما أنهى فترة علاج من السرطان في الولايات المتحدة وإيران استمرّت أكثر من 3 أسابيع، في وقت تسرّبت فيه أخبار من داخل «كتلة الائتلاف الموحّد»، التي يترأسها، عن وجود مشاورات داخلية لاختيار خلف له.
وفي رسالة شكر للحكومة والشعب العراقيين، قال الحكيم: «يطيب لي أن أتقدّم بجزيل شكري وعظيم تقديري وامتناني لكل المرجعيات الدينية، وفي مقدّمتهم الإمام علي السيستاني، وإخواني المواطنون من أبناء العراق الغيارى».
وتأتي عودة الحكيم، غداة إعلان مصدر مسؤول في «المجلس الأعلى الإسلامي»، لـ«الأخبار»، عن بدء مشاورات داخل المجلس، وفي كتلة «الائتلاف» البرلمانية، لاختيار خلف له، فيما رأت مصادر من خارج «الائتلاف» أنّ أبرز المرشحين لشغل منصبه، المحتمل تقسيمه بين رئيس للمجلس وآخر لـ«الائتلاف»، هما نجله عمّار الحكيم، ونائب الرئيس العراقي، عادل عبد المهدي.
وكشف بوش، الذي رحّب بوجود «رئيس عراق حرّ» مجدّداً في البيت الأبيض مشيداً بشجاعته والتزامه «بعراق موحّد»، عن اتّخاذه قرار بإرسال مساعدته الشخصية ميغان أوسوليفان إلى بلاد الرافدين «للعمل مع السفير (الأميركي في بغداد) ريان كروكر ومساعدة العراقيين على مراقبة سير تنفيذ المعايير التي يتوقع الكونغرس وأنا شخصياً تنفيذها».
أما الطالباني فأشاد ببوش «الصديق العظيم الذي نعتبره بطل تحرير العراق»، مؤكّداً أنّه ملتزم بذل أقصى طاقاته من أجل تحقيق بعض «التقدّم على طريق المصالحة الوطنية، وتمرير قانون النفط وغيرها من القوانين التي يتم البحث فيها حالياً والتي أعتقد أننا على وشك إرسالها إلى مجلس النواب للمصادقة عليها».
وفي لندن، ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانيّة أمس أنّ لندن تدرس إمكان طلب مساعدة إيران من أجل العثور على مواطنيها الخمسة الذين اختُطفوا من مبنى وزارة المالية العراقية في بغداد الثلاثاء الماضي، ومعرفة الجهة المسؤولة عن احتجازهم. وكشفت الصحيفة عن أنّ هذه المسألة أُثيرت خلال الاجتماع الذي عقدته اللجنة الحكومية البريطانيّة للحالات الطارئة المسمّاة «كوبرا» أوّل من أمس، مشيرةً إلى أنّ كبار المسؤولين العراقيين يعملون على نظرية أن تكون الجماعة المسؤولة عن الاختطاف «فصيلاً متمرداً من جيش المهدي (ميليشيا «التيّار الصدري») ويعمل بتوجيهات من المخابرات الإيرانية».
ونقلت الصحيفة نفسها عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية العراقية قوله «إنّ فقدان التنظيم والانضباط» داخل «جيش المهدي» «سمح للإيرانيين بالدخول إليه ونقل بعض مقاتلي مقتدى الصدر إلى سيطرتهم»، مشيراً إلى أنّ الإيرانيّين يريدون أن يظهروا لواشنطن «أنّهم يمارسون نفوذاً على جيش المهدي وأنّ الأميركيين سيدعونهم إلى مساعدتهم».
إلى ذلك، وفيما حقّق أيّار الماضي المرتبة الثالثة على سلّم الأشهر الأكثر دمويّة للاحتلال الأميركي في العراق من خلال مقتل 125 جنديّاً، ذكرت مصادر عسكرية مطّلعة لـ«الأخبار»، أنّ جميع الجنود «العشرين ألفاً» الذين أمر بوش في كانون الثاني الماضي بإرسالهم إلى العراق، قد وصلوا، وأنّ الوحدة الأخيرة على وشك أن تصبح فعّالة بالكامل في غضون أسبوعين.
ميدانيّاً، قتل في أماكن متفرّقة أمس 8 عراقيّين جرّاء تفجيرات ومواجهات مختلفة، وأعلنت الشرطة العراقيّة العثور على 15 جثّة في بعقوبة. كما أفادت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركيّة أنّ مصوّرها سيف فخري قُتل بالرصاص أوّل من أمس، في حي العامرية في غرب بغداد.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)