جدّد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس هجومه على «الكيان الصهيوني»، متوقعاً «القضاء» عليه قريباً، فيما لا تزال طهران والدول الكبرى في حالة تجاذب حول الملف النووي، إثر لقاء المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني في مدريد.ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية أمس عن نجاد قوله في الذكرى 18 لوفاة مؤسس الثورة الإسلامية آية الله الخميني إن «العدّ العكسي للقضاء على النظام الصهيوني قد بدأ على أيدي الشعبين اللبناني والفلسطيني».
وقال الرئيس الإيراني، الذي أثار ضجة عام 2005 عندما دعا الى «إزالة» إسرائيل «عن الخريطة»، إن «العد العكسي» لتدمير هذه الدولة قد بدأ الصيف الماضي «على أيدي أبناء حزب الله»، مضيفاً إن «القوات الفاسدة والوقحة والنظام الصهيوني لم يوفروا جهداً خلال الحرب الظالمة التي دامت 33 يوماً».
في المقابل، ردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف بالقول إن «الناس العقلاء من كل المؤمنين ينبغي أن يتوحّدوا في شجب هذا النوع من لغة الكراهية المتطرفة». وأضاف إن «نجاد يطرح دائماً الموت والدمار.. وهو اليوم يمثّل أكبر تحدّ لأمن وسلام المنطقة».
في الملف النووي، تحدّث لاريجاني عن «إمكان» لحل الأزمة حول الملف النووي لبلاده. وقال، في مقابلة مع صحيفة «الباييس» الإسبانية، «يمكن كسر الجمود». وأضاف «لقد ناقشنا مفاهيم يمكن أن تكون قاعدة للمفاوضات وطرحنا أفكاراً لحلحلة الموقف الراهن».
وتابع «لقد اتفقنا على العمل على هذه المسألة خلال الأسبوعين المقبلين. وهذا يدل على أن هناك إمكاناً لحل المسألة الحالية. ولا أريد أن أبالغ، لكنّ الإمكان موجود».
وأكد لاريجاني أنه اذا توقفت الولايات المتحدة عن تبني «عقيدة الأُحادية، والتوجه العسكري وهجماتها الوقائية، فيمكن أن يكون ذلك أساساًَ لحل المسائل الشائكة».
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، في مؤتمر صحافي في طهران، «لا يمكن العقوبات أن تردع إيران ولن يكون لها أي تأثير».
وأكد حسيني أن اقتراح التعليق لأنشطة تخصيب اليورانيوم لم يطرح في محادثات لاريجاني وسولانا الأخيرة، مشدداً على عدم حصول أي تغيير في الموقف الإيراني في هذا الشأن.
ورداً على سؤال عن موقف إيران من عقوبات محتملة جديدة يمكن أن يفرضها مجلس الأمن الدولي ضدها تحت ضغوط أميركية، قال حسيني «إن سياسة الأميركيين حتى الآن كرست لتوسيع نطاق العقوبات ولقد نفّذوها كذلك بشكل أوسع نطاقاً من قرارات مجلس الأمن الدولي، إلا أنه من المؤكد أن قرارات مجلس الأمن لن يكون لها أي تأثير على الأنشطة النووية المدنية الإيرانية».
إلى ذلك، دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «تدخل» الولايات المتحدة في قضية الإيرانيين الأميركيين الأربعة (هالة اصفندياي وبرناز عظيمة وعلي شاكري وكيان تجبخش)، الذين تتّهمهم طهران بالمساس بالأمن القومي، معلناً أن «التعليقات الأميركية مثال فاضح على التدخل في شؤوننا الداخلية وعلى الأميركيين أن يضعوا حداً لذلك».
وقال مساعد المدعي العام في طهران، حسن حداد، إن الإيرانيين الأميركيين المتهمين بالتجسس «اعترفوا بأمور كثيرة»، حسبما نقلت عنه صحيفة «هم ميهن» أمس.
وفي سنغافورة، دعا وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس المجتمع الدولي الى الاتحاد لفرض عقوبات أقوى على ايران بشأن برنامجها النووي. وقال، خلال مؤتمر حول الأمن في آسيا، «أظن أن الجميع في هذه القاعة يريد حلاً دبلوماسياً لهذه المشكلة. حل هذه المشكلة عسكرياً لا يصب في مصلحة أحد».
وأضاف غيتس إن الاستخبارات الأميركية ترى بشكل عام أن ايران ستكون في موقع يؤهلها لتطوير سلاح نووي بين عامي 2010 و2015.
إلى ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «خيبته» لعدم تحقيق نتائج ملموسة في المفاوضات بين ايران والاتحاد الأوروبي حول الأزمة النووية الإيرانية.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)