القاهرة ــ خالد محمود رمضانغزة ــ رائد لافي

فيما كان الحديث يدور في القاهرة عن الإعداد لـ «هدنة صواريخ» لمدة عام بين فصائل المقاومة وإسرائيل، توغّلت دبابات الاحتلل في منطقة رفح في قطاع غزة، حيث اعتقلت أكثر من عشرين فلسطينياً.
وقال مسؤولون مصريون وفلسطينيون أمس، إن ثمة إشارات مشجعة إلى إمكان إعلان الفصائل الفلسطينية، وخصوصاً حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي»، عن وقف قصف الصواريخ، إذا ما توقفت إسرائيل عن مطاردة كوادرهما العسكرية والأمنية وامتنعت عن الإساءة لسكان الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال هؤلاء المسؤولون، لـ «الأخبار» أمس، إن الحوار الوطني الفلسطيني، الذي سيبدأ في القاهرة في النصف الثاني من الشهر الجاري في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، سيبحث إعلان هذه الهدنة لمدة عام على غرار الهدنة التي سبق إعلانها من القاهرة أيضاً قبل عامين.
وقال مسؤول مصري أمس، إن بلاده اقترحت على الفصائل الفلسطينية المتنافسة إنشاء لجنة بإشرافها لمراقبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى أن القاهرة نجحت في صوغ مسوّدة تحمل مبادئ وآليات لتثبيت وقف إطلاق النار بحيث يمكن الانطلاق منها إلى صوغ رؤية متكاملة ونهائية تنهي الاقتتال وتضمن عدم تكراره نهائياً.
في هذا الوقت، شنت «حماس» هجوماً لاذعاً على القيادي في «فتح» النائب محمد دحلان، الذي يشارك في حوارات القاهرة الحالية. واتهم المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لـ«حماس» الدكتور صلاح البردويل، دحلان بالسعي لـ «دق الأسافين تارة بين حركة حماس والرئيس محمود عباس، وتارة أخرى بين حماس ومصر، عبر انتهاج أسلوب التشكيك». وقال البردويل إن «النائب دحلان ينصّب نفسه مدافعاً عن رئيس السلطة، علماً أنه هو الذي ورطه في الأحداث الداخلية في غزة، وورّط أمن الرئاسة في الإعدامات الميدانية، والآن يحاول أن يورط الرئيس بالدفاع عنه، ومحاولة إظهاره ضحيةً لحركة حماس».
ميدانياً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدعمها الدبابات والآليات العسكرية امس في محيط معبر «صوفا» شمال شرقي مدينة رفح، جنوب القطاع، وشرعت على الفور في اقتحام المنازل السكنية، وتحويل أسطح عدد منها إلى ثكن عسكرية.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن قوات الاحتلال طالبت سكان المنطقة الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و45 عاماً، عبر مكبرات الصوت، بالتجمع في إحدى الساحات، واعتقلت عدداً منهم قبل مغادرتها المنطقة مخلّفة وراءها دماراً في الأراضي الزراعية والبنية التحتية.
وادّعت مصادر عسكرية إسرائيلية أن العملية العسكرية في المنطقة، تهدف إلى هدم بعض الأنفاق الأرضية الواصلة بين جنوب القطاع والأراضي المصرية، ولمنع إطلاق الصواريخ الفلسطينية في اتجاه الأهداف الاسرائيلية.
وواصلت فصائل المقاومة عمليات اطلاق الصواريخ في اتجاه البلدات والأهداف الاسرائيلية المتاخمة للحدود الشمالية والشرقية للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وفي الضفة الغربية، شن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات أمس طالت ثمانية نشطاء من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بدعوى أنهم «مطلوبون». وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الاعتقالات جرت قرب جنين وقلقيلية ورام الله.
إلى ذلك، تظاهر مئات الصحافيين والصحافيات الفلسطينيين أمس في غزة احتجاجاً على تهديدات اطلقتها مجموعة اسلامية ضد العاملين والعاملات والموظفات في التلفزيون الفلسطيني وهددت بقتلهن اذا لم يرتدين الزي الإسلامي.