غزة ــ رائد لافيرام الله ــ سامي سعيد

شهيــدان فــي الضفــــة وغزة... وهنيــة ينتــــقد «الحـــرب التوسّعــــية» الإســرائيليــــة


أعلنت إسرائيل والسلطة الفلسطينية، أمس، إرجاء لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، الذي كان مقرراً اليوم في أريحا، لرفض الطرف الإسرائيلي مسبقاً ما كان سيقدمه أبو مازن، إلى 25 من الشهر الجاري على أن يعقد في القاهرة بالتزامن مع اجتماع الرباعية الدولية.
وقالت مصادر فلسطينية مطّلعة إن لقاء عباس ـــ أولمرت تأجّل إلى موعد غير محدد، بفعل الرفض الإسرائيلي للمطالب الفلسطينية الأربعة التي كان عباس ينوي طرحها خلال اللقاء، وتتعلق بمبادرة التهدئة الشاملة والمتبادلة والمتزامنة، والسماح بإنشاء ميناء فلسطيني في غزة وإفراج الاحتلال عن الأموال الفلسطينية المحتجزة والإفراج عن الوزراء والنواب المختطفين في المعتقلات الإسرائيلية.
وفيما قال المستشار الإعلامي للرئاسة نبيل أبو عمرو إن اللقاء تأجل لعدم استكمال الإجراءات والاستعدادات اللازمة، أكدت مصادر إسرائيلية تأجيل اللقاء بناءً على طلب فلسطيني، من دون إبداء أي تفاصيل إضافية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني زياد أبو عمرو إن عباس لن يجتمع مع أولمرت إذا لم يستجب الأخير للمطالب الفلسطينية أو على الأقل لبعض من هذه المطالب. وأضاف ان عباس وأولمرت يفترض أن يشاركا في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط المقرر في مصر في 25 حزيران.
وقللت الولايات المتحدة من أهمية إرجاء قمة عباس وأولمرت. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك «نحن واثقون من أنهما لا يزالان يعتزمان عقد اجتماع». وأضاف انه رغم التأخير، إلا أن الولايات المتحدة واثقة «من أنهما سيبدآن البحث بهدف حل المشاكل».
وأشار ماكورماك إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس يمكن أن تعود إلى الشرق الأوسط عند اجتماع اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط لمواصلة جهودها لإحلال السلام.
في هذا الوقت، عرض أولمرت ورئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية رأيهما في وسائل إحلال السلام في المنطقة في مقالين نشرتهما صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس لمناسبة الذكرى الأربعين لحرب حزيران 1967.
ووصف أولمرت، في مقاله، الصراع بأنه يجعل إسرائيل في وضع «لا تجد فيه بديلاً عن الدفاع عن نفسها»، بينما رأى هنية في النزاع «حرباً توسعية» تقوم بها إسرائيل.
وكتب أولمرت أنه «يأخذ على محمل الجدية عرض تطبيع كامل في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية ومستعد لمناقشة مبادرة السلام العربية بانفتاح وجدية». إلا أنه أشار إلى أن «المحادثات يجب أن تكون مناقشات لا إنذاراً. لا يمكننا صنع السلام بمفردنا».
وجدد أولمرت رفضه فكرة الانسحاب من القدس الشرقية المحتلة، مشدّداً على تمسكه ببقاء المدينة عاصمة موحدة لإسرائيل، وزاعماً أنها ستكون مدينة السلام التي يعيش فيها كل سكانها من دون تمييز على أساس الدّين أو العرق أو الطبقة.
واختتم أولمرت المقال بادّعاء استعداد إسرائيل «لتقديم تنازلات مؤلمة ودفع ثمن قيام سلام عادل ودائم يسمح لشعوب المنطقة بالعيش في أمن وكرامة».
أما هنية، فانتقد الدول الغربية لفرضها «حصاراً اقتصادياً على الشعب الفلسطيني، بينما إسرائيل تواصل القتل والمصادرة والتدمير من دون أي عقاب».
ميدانياً، اغتالت الطائرات الحربية الإسرائيلية، أمس، المقاوم في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، كمال خالد سعد (21 عاماً)، عندما استهدفت بصاروخ واحد تجمعاً لعدد من المقاومين شرق جباليا، شمال القطاع.
وفي الضفة الغربية، أعلنت مصادر أمنية فلسطينية استشهاد يحيى الجعبري (68 عاماً) برصاص جنود إسرائيليين هاجموا منزله لاعتقال ابنه في مدينة الخليل. وقالت مصادر طبية إن زوجة الجعبري واثنين من أبنائه جرحوا بالرصاص الإسرائيلي.
وتوعّدت «كتائب القسام» بأن «ضربنا للعدو مستمر، وسنلاحق جنود الاحتلال ومستوطنيه في كل شبر من فلسطين».
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نائب وزير الحرب الإسرائيلي أفرايم سنيه، نجا من هجوم لـ«كتائب القسام» بقذائف الهاون، استهدف معبر بيت حانون (إيرز) شمال القطاع.
وأكدت أن سنيه غادر المعبر قبل لحظات من سقوط ثماني قذائف هاون ألحقت أضراراً بالمكان، لكنها لم تصب أحداً من الجنود بأذى.