القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد،خالد محمود رمضان

دخل الحزب الوطني المصري الحاكم رسمياً أمس الصراع مع جماعة «الإخوان» المسلمين، بعدما كان الصراع بين الفريقين قد اتخذ شكلاً أمنياً.
وتقدّم الأمين العام للحزب الوطني الحاكم ورئيس مجلس الشورى المصري صفوت الشريف، ببلاغ إلى رئيس اللجنة العليا للانتخابات يطالب فيه بشطب 17 مرشحاً لـ«الإخوان» من كشوف الانتخابات، وذلك لمخالفتهم شروط الدعاية الانتخابية باستخدام الرموز والشعارات الدينية. ورأى أن ذلك يعدّ مخالفة لما نص عليه الدستور والقانون، ولا سيما استخدامهم «شعار الإسلام هو الحل».
واستند الشريف، في بلاغه، الى موقع «إخوان اون لاين»، وهو الموقع الرئيسي على شبكة الإنترنت لجماعة «الإخوان»، التي وصفها بأنها جماعة محظورة. وأشار إلى أن الموقع سجل أسماء الـ17 مرشحاً لانتخابات مجلس الشورى 2007 باعتبار أنهم مرشحو «الإخوان»، وكان من شأن ذلك إثبات انتماء أصحاب تلك الأسماء للجماعة.
أما مسؤول كتلة «الإخوان» في البرلمان، سعد الكتاتني، فأوضح من جهته أن «الحزب الوطني شعر بضعف موقف مرشحيه في الانتخابات فلجأ الى تلك الحيل القانونية حتى يبعد الإخوان عن المنافسة»، مشيراً الى استطلاعات أجراها الحزب الحاكم أكدت تفوّق «الإخوان» في الدوائر التي ينافسونه فيها، وخصوصاً في ظل الانشقاقات بين المرشحين من الحزب الوطني.
في هذا الوقت، استمرت أمس الحملة الأمنية التي تقوم بها السلطات المصرية ضد كوادر «الإخوان»، وألقت الشرطة القبض على العشرات من عناصر الجماعة في محافظات الجيزة والقليوبية والفيّوم والمنوفية وكفر الشيخ في شمال الدلتا، وهي المحافظات التي يخوض فيها مرشحو الجماعة انتخابات مجلس الشورى. وقال محامي «الإخوان»، عبد المنعم عبد المقصود، إن «عدد المعتقلين الإخوان ارتفع الى ما يزيد على 600 شخص بعدما أُلقي القبض خلال اليومين الماضيين على ما يزيد على مئة شخص».
إلى ذلك، سادت العلاقة بين القاهرة وواشنطن أجواء من الفتور، عقب نشر أنباء عن عزم الرئيس المصري حسني مبارك إلغاء مشاركته في قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى، المنعقدة في ألمانيا، وذلك بسبب تلقيه انتقادات حادة ولاذعة من الرئيس الأميركي جورج بوش، على خلفية الجدل حول اعتقال مصر لعدد من السياسيين ورفض واشنطن للطريقة التي يتعامل بها نظام مبارك مع معارضيه.
غير أن مصادر الرئاسة المصرية أكدت أن مبارك سيتوجه بالفعل إلى ألمانيا لحضور القمة، في مقابل ما ذكرته مصادر دبلوماسية غربية أنها لن تفاجأ إذا ما قرر الرئيس المصري مقاطعتها.
والتقى مبارك أمس في منتجع شرم الشيخ السفير الأميركي لدى مصر فرانسيس ريتشاردوني، الذي دافع عن حق بلاده وفقاً لما طالب به الرئيس الأميركي السفراء الأميركيين بالاتصال بجماعات المعارضة وحقوق الإنسان في دول العالم.
وكان بوش قد ذكر في خطاب ألقاه في العاصمة التشيكية، في مؤتمر حضره معارضون في عدد من الحكومات «غير الديموقراطية» في العالم، أن «هناك العديد من المنشقين الذين لم يتمكّنوا من المشاركة في هذا المؤتمر، لأنهم مسجونون ظلماً، وأتطلع إلى يوم يتمكن فيه أيمن نور من مصر، وغيره من المنشقين المسجونين في دول أخرى، من المشاركة في هذا المؤتمر».