طغت أجواء التشاؤم على افتتاح قمة «الثماني» في ألمانيا أمس،ولا سيما في ملف المناخ، الذي سيكون البند الأساس على جدول الأعمال، في ظل الرفض الأميركي لخفض انبعاث الغازات
افتتح قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى أمس قمة سيبحثون خلالها الكثير من المواضيع الخلافية من التغييرات المناخية الى نقاط التوتر بين روسيا والدول الغربية مروراً بالأزمات في العالم.
وافتتح رؤساء الدول والحكومات القمة بحفل عشاء في قصر هوهن لوكوف على مسافة 15 كيلومتراً من هايليغندام شمال شرق ألمانيا.
وكانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وزوجها يواكيم زاور في استقبال قادة الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا واليابان لدى وصولهم مع زوجاتهم الى القصر، حيث فرش لهم بساط أحمر فوق عشب الحديقة أمام المدخل.
ويتضمّن جدول أعمال القمة، التي تستمر حتى الجمعة المقبل، عدداً من المواضيع الصعبة، منها مسألة مكافحة الاحتباس الحراري التي تثير خلافات في وجهات النظر بين الغربيين والولايات المتحدة. وسيتم أيضاً بحث المساعدة للقارة الأفريقية وتحرير التجارة العالمية والأزمات العديدة في العالم (الشرق الأوسط وإيران والعراق وأفغانستان وكوسوفو ودارفور).
وخلال لقائه المستشارة الألمانية، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش رغبته العميقة في محاربة الفقر والإيدز في أفريقيا كما معالجة مسألة الاحتباس الحراري.
وقال بوش «أتيت تحدوني رغبة عميقة في التأكد من أن هؤلاء الذين يعانون فيروس آتش. آي. في. (الإيدز) في القارة الأفريقية يعلمون أنهم سيتلقّون المساعدة من مجموعة الثماني». وأضاف «أتيت تدفعني رغبة عميقة في العمل مع الناس حول الطاولة (قادة الدول الثماني) من أجل تقليل خطر مرض الملاريا في القارة الأفريقية، وإطعام الجائعين».
من جهتها، رأت ميركل أن اللقاء مع الرئيس الأميركي كان «جيداً وناجحاً تماماً»، بالرغم من إشارتها إلى بعض الاختلافات البسيطة. وشددت على ضرورة أن «ترسل قمة الثماني إشارة إلى رغبتنا في تحديد العولمة في إطار يعطيها وجهاً إنسانياً. نود أن نعطيها مظهراً يناسب الكائنات البشرية».
ورغم مساعي بوش للطمأنة بشأن المناخ، غير أن المسؤول في الإدارة الأميركية حول البيئة جيم كونوتون أوضح للصحافيين أن «الولايات المتحدة لا تزال مصرة على أن تجري مناقشة مسألة تحديد هدف بعيد المدى لخفض انبعاثات غازات الدفيئة خلال الأشهر الـ18 المقبلة مع الدول الرئيسية المسؤولة عن هذه الانبعاثات». وقال «لسنا وحدنا في هذا الصدد. تعارض كندا واليابان وروسيا ومعظم الدول التي تحدثت إليها اتخاذ هذا التوجه كهدف لأسباب مختلفة».
وفي السياق، قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو إنه لا يتوقع أن تتمخّض قمة مجموعة الثماني عن اتفاقية محددة حول المناخ، مجدّداً انتقاده للموقف الأميركي.
وبالتزامن مع القمة، حذّر تقرير لمستشاري الحكومة الألمانية من أن ظاهرة الاحتباس الحراري تمثّل خطراً على الأمن العالمي إذا لم يتمّ وقفها.
وقالت وزيرة التنمية الألمانية هايده ماري فيتسوريك ـــــ زول، خلال عرض التقرير، إن «ارتفاع حرارة الأرض يمكن أن يؤدي إلى موجات لاجئين ونزاعات تتعلق بالمواد الغذائية وأن يتسبّب أيضاً بمخاطر غير محسوبة على الأمن».
وشدّد هانس جواكيم شيلنهوبر، المكلّف مسائل المناخ في الحكومة، على أن «المجموعة الدولية لن تتمكن من العيش بسلام خلال هذا العقد اذا لم نتمكن من الحد من التغيّرات المناخية». وأضاف إذا فشل ملف حماية المناخ فإن على العالم أن يستعد لنزاعات اعتباراً من 2025.
ولضمان الأمن خلال أعمال هذه القمة، عُزل منتجع هايليغندام السياحي الصغير على ساحل البلطيق عن العالم. واستخدمت الشرطة أمس خراطيم المياه لتفريق متظاهرين حاولوا الاقتراب من الحاجز الأمني المحيط بموقع انعقاد القمة. وأُغلقت نقطة عبور بعدما قطع المتظاهرون عدداً من الطرقات القريبة من الحاجز الممتد على طول 12 كيلومتراً، إضافة إلى السكة الحديد الساحلية المستخدمة لنقل الصحافيين من مركز الإعلام الواقع في كولونغسبورن على الطريق إلى هايليغندام.
وقطع آلاف من مناهضي العولمة العديد من الحقول والغابات لتفادي الحواجز التي أقامتها الشرطة الألمانية لمنع وصولهم إلى هايليغندام.
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)