تبنّى المتنافسون على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركيّة، خلال المناظرة الثالثة بينهم، أوّل من أمس، مواقف متشدّدة تجاه البرنامج النووي الإيراني وحرب العراق، مثيرين قضايا ساخنة من المرجّح أن تكون عامل حسم في الانتخابات المزمعة في العام المقبل.وانفرد عضو الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا دونكان هانتر، وهو خبير في شؤون الدفاع ويخوض المنافسة ببرنامج خاص متعلّق بالأمن الداخلي، عن منافسيه التسعة بقوله إن واشنطن ربما تضطر لاستخدام أسلحة نووية لتدمير أجهزة الطرد المركزي الإيرانية التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم، فيما رأى الآخرون أنّه «يجب ألّا يُستبعد أيّ خيار في موضوع مواجهة طموحات إيران النوويّة».
وعارض معظم المتنافسين دعوات نظرائهم في الحزب الديموقراطي إلى انسحاب سريع للقوّات الأميركية من العراق، موجّهين في هذا السياق، انتقادات بصورة تغلب عليها الكياسة لأسلوب الرئيس الأميركي جورج بوش في التعامل مع الاحتلال من دون تقديم تفاصيل عن كيفية تعاملهم مع ذلك الملف في حالة وصولهم إلى مقعد الرئاسة.
وفي هذا الشأن، قال عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني (63 عاماً)، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى احتلاله الصدارة في سباق الفوز بترشيح الحزب الجمهوري بـ 34 في المئة من الأصوات، إنّ الفشل في العراق سيهدّد أمن الولايات المتحدة لأنّ «العراق جزء من حرب الإرهاب الشاملة»، وهو ما اتفق معه فيه منافسه الرئيسي السيناتور جون ماكاين الذي يؤيّد بقوّة إرسال مزيد من القوات إلى بلاد الرافدين.
وأضاف ماكاين (69 عاماً)، الذي وقع في الأسر أثناء حرب فيتنام والذي تعطيه آخر الاستطلاعات 20 في المئة من التأييد، «لقد وقعت أخطاء قاتلة في إدارة الحرب (في العراق) على مدى فترة طويلة»، موضحاً أنّها «حرب طويلة وصعبة، لكن أظنّ أن في مقدورنا النجاح».
ولم يتردّد المرشّحون العشرة، الذين لم يتفوّق أيّ منهم على الآخر، في انتقاد الديموقراطيين شخصياً، وخصوصاً السيناتور عن ولاية نيويورك والمرشّحة الأكثر حظّاً للفوز بترشيح حزبها إلى الرئاسة هيلاري كلينتون، متّهمين إيّاهم بالضعف في قضيتي العراق و«مكافحة الإرهاب».
وهاجم ماكاين كلينتون بشأن تصريحاتها خلال مناظرة حزبها الأخيرة حول كيف أنّ احتلال العراق هو «حرب الرئيس جورج بوش». وقال «عندما كان بيل كلينتون رئيساً لم نقل إنّ الحرب في كوسوفو كانت حرب بيل كلينتون»، مضيفاً انّ «من يخسر الحرب ليس الرؤساء، بل الأمم».
من جهته، هاجم جيولياني الديموقراطيين بعنف، معتبراً أنّهم في «حالة إنكار» للواقع وخصوصاً بشأن الطموحات النووية الإيرانيّة.
ورأى الحاكم السابق لفيرجينيا جيم غيلمور أنّ «مصلحة الولايات المتحدة تقتضي إرساء أكبر قدر ممكن من الاستقرار في الشرق الأوسط»، مشيراً على وجه التحديد إلى المصالح الأميركية في إسرائيل. وقال «هناك خطر كبير بأن تغرق المنطقة في عدم الاستقرار».
أمّا على صعيد الملفّات الداخليّة الساخنة التي يتصدّرها «حقّ الإجهاض» و«الهجرة»، فقد أثار ماكاين، وهو من المؤيدين لخطة الحل الوسط في مجلس الشيوخ والتي ترمي إلى إصلاح سياسة الهجرة، انتقاداً هائلاً من جانب بقية المرشحين على المنصة، عندما اقترح فتح الباب أمام نحو 11 مليوناً أو أكثر من المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة للحصول على الجنسية، شرط الالتزام ببعض العوامل مثل دفع غرامة وتعلّم اللغة الإنكليزية.
ويبدو أن هذه المناظرة، التي استمرّت ساعتين وبثّتها شبكة التلفزيون الأميركية «سي أن أن» وجرت بعد 48 ساعة من مناظرة مماثلة بين الديموقراطيين، لم تؤدّ إلى حدوث تحوّلات كبرى في السباق، وذلك قبل 8 أشهر من بدء التصويت في المجمع الانتخابي في «نيو هامبشاير»، إذ إنّ أيّاً من المرشحين لم يرتكب أخطاءً فادحة، كما لم يحرز نجاحاً منقطع النظير.
(د ب أ، أ ف ب، يو بي آي)