غزة ــ رائد لافيالقاهرة ــ خالد محمود رمضان

عنصر الصراع الداخلي الفلسطيني لا يزال حاضراً في قطاع غزة، وخصوصاً عندما اندلعت موجة جديدة من الاقتتال وسط تحضيرات، بمشاركة إسرائيلية، لتعزيز عناصر التفجير الداخلي


تجدّدت الصدامات الدامية أمس بين حركتي «فتح» و«حماس» في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل فلسطيني وإصابة 15 آخرين، في وقت كشفت فيه مصادر إعلامية إسرائيلية عن طلب «فتحاوي» من الدولة العبرية التزوّد بالعتاد والذخيرة استعداداً للمواجهة المقبلة.
وقالت مصادر محلية في مدينة رفح (جنوب قطاع غزة) إن عضو حركة «فتح» فؤاد وائل وهبة (27 عاماً) قُتل وأُصيب تسعة آخرين، بينهم ثلاثة أطفال، في حي تل السلطان، غرب المدينة، قبل أن تمتد الصدامات الدامية إلى أحياء أخرى، ليرتفع عدد الجرحى إلى 15.
وتبادلت حركتا «حماس» و«فتح» كالعادة المسؤولية عن اندلاع الاشتباكات. وقالت «حماس» إن مجموعة من مسلحي «فتح» «أطلقوا النار على مجموعة من مجاهدي كتائب عز الدين القسام، ما حداهم إلى الرد على النيران، وبالتالي اندلاع الاشتباكات التي أدت إلى مقتل وهبة».
غير أن حركة «فتح» قالت إن «مسلحين من «حماس» حاصروا منزل عضو الحركة شادي وهبة، وقتلوا شقيقه فؤاد، ما سبب اندلاع الصدامات الدامية في المدينة».
وبحسب سكان في المدينة، فإن الحركتين سارعتا إلى نصب الحواجز في عدد من الأحياء، وتبادلتا عمليات الخطف في صفوف أنصارهما، حيث شاعت أجواء من التوتر الشديد في المدينة، قبل أن تتمكن القوى الوطنية والإسلامية من السيطرة على الوضع الداخلي.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الدولة العبرية تدرس طلب مسؤول «فتحاوي» في قطاع غزة، لم تحدده، السماح بإدخال عشرات السيارات المصفحة وآلاف البنادق الرشاشة، وملايين العيارات النارية.
وقالت «هآرتس» إن العتاد العسكري المطلوب مصدره دول عربية، بينها مصر، مشيرة إلى أن المسؤول «الفتحاوي» برّر الطلب بأن الحركة «تحتاج إلى السلاح لمواجهة حركة حماس، التي تملك أسلحة متطورة في قطاع غزة».
وقالت «هآرتس» إن أجهزة الأمن الاسرائيلية تخشى سيطرة «حماس» على هذه الأسلحة مستقبلاً، واستخدامها ضد الدولة العبرية، مثلما حصل في مرات سابقة، عندما سمحت إسرائيل بإدخال أسلحة في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات.
أما صحيفة «معاريف» فنقلت من جهتها عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الضغط العسكري الإسرائيلي من جهة، وضغط الشارع الفلسطيني، من جهة أخرى، دفعا «حماس» إلى أن توقف إطلاق صواريخ «القسام» في اتجاه إسرائيل، والاستعاضة عنها بإطلاق القذائف في اتجاه المعابر الحدودية.
وقال مصدر أمني للصحيفة «اعتقدت حماس أن الجيش سينجرّ إلى عملية عسكرية واسعة ضدها ستوجّه الاهتمام نحو إسرائيل، إلا أن هذا لم يحصل، وقد ثبتت صحة النشاطات الموضعية للجيش». وأضاف أن «عودة محمد دحلان (من مصر حيث أُخضع لجراحة في ساقيه) بعد أسبوعين من شأنها أن تساعد في وقف التصعيد في القطاع».
إلى ذلك، دعا الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، بعد لقائه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في القاهرة أمس، الى آليات لوقف التناحر بين الفلسطينيين وتفادي «صوملة» الأراضي الفلسطينية.
وقال حواتمة «لا نريد صوملةً للأراضي الفلسطينية ولا حرباً أهلية. نريد أن نتّحد جميعاً وأن تتّحد كل البنادق في اتجاه مقاومة وطنية متحدة بمرجعية سياسية وأمنية موحدة». ودعا الى أن «تنطلق آليات وقف الاقتتال الفلسطيني من أربعة محاور أولها ضرورة العودة الى مائدة الحوار الوطني الشامل، ووقف سياسة المحاصصة بين فتح وحماس، وتأليف لجنة مركزية عليا برئاسة مصرية تضم شخصيات مستقلة لها حضور اجتماعي وسياسي وثقافي تكون نظيفة اليد، وتأليف قوة مشتركة من القوى الفلسطينية غير المنخرطة في القتال الثنائي بين فتح وحماس».
وقال حواتمه إن «اتفاق مكة مهّد وأسس لإمكان عودة القتال بحكم الصراع الجاري بين فتح وحماس على اقتسام مؤسسات السلطة الفلسطينية التنفيذية والإدارية والمالية وغيرها».
ووجّهت مصر الدعوة إلى المجموعة الرباعية الدولية للالتقاء بوزراء خارجية المجموعة العربية للسلام في اليوم التالي للاجتماع الذي ستعقده المجموعة الدولية بحضور الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في منتجع شرم الشيخ في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.