هاجم «الاتحاد الوطني الكردستاني»، في بيان أصدره أمس، حركة «الوفاق» على قاعدة سعيها إلى التهرّب من حقيقة موافقتها على تأسيس جبهة سياسية جديدة «من خلال التلاعب بالكلمات»، موضحاً أنّ الحركة تزعم أنّ الأمر لم يتمّ، بينما تنصّ الوثيقة الموقّعة من رئيس «القائمة العراقيّة» إيّاد اعلاوي ورئيس «تجمع الديموقراطيّين المستقلّين» عدنان الباجه جي صراحة على ذلك.وأشار بيان الاتّحاد، الذي يتزعمه الرئيس جلال الطالباني، إلى أنّ التكتّم على إعلان «الجبهة» يرجع إلى الموقف المسؤول الذي أبداه «الحزب الإسلامي»، بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، مبيّناً أنّ رئيس «جبهة الحوار الوطني العراقي» صالح المطلك سعى إلى تحقيق ذلك واتّهم «الحزب الإسلامي» بـ«عرقلة الإعلان».
وأوضح البيان أنّه بخصوص حضور ممثلّي «الجحوش وأيتام (الرئيس السابق) صدّام حسين»، في إشارة إلى البعثيّين، فقد سمع الطالباني من مسؤول رفيع المستوى في «الوفاق»، في معرض تبريره لوجودهم، أنّ «الأتراك فرضوهم وأنّهم طُردوا من الاجتماع»، بينما «وجدنا تواقيعهم على الوثيقة التي تعلن الاتفاق على تأسيس جبهة».
وفي السياق، اتّهم عضو كتلة «الائتلاف العراقي الموحّد» في مجلس النوّاب سامي العسكري، في تصريحات لصحيفة «الصباح» الحكومية، أعضاءً في جبهة «التوافق» السنية، التي يرأسها عدنان الدليمي، بالتورّط في مؤامرات على الحكومة، موضحاً أنّه لدى الحكومة «اعترافات أدلى بها إرهابيون تحدثوا عن دعم أطراف في التوافق لهم»، ومشيراً إلى «وجود دول عربية تصبّ على الجبهة المال صبّاً».
أما «الحزب الإسلامي» فشدد من جهته على أنّه بذل مع «التوافق» قصارى الجهود لتعديل الدستور الذي كتب في ظروف غير طبيعية. وقال، في بيان له، «سنبقى نجاهد حتى اللحظة الأخيرة، ولن نتنازل عن تعديل الفقرات التي تضرّ بوحدة العراقيين، أو تُوقع العراق أسيراً بيد الأجنبي لعقود طويلة».
في هذا الوقت، ناشد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وزير الخزانة البريطانيّة غوردون براون، الذي سيخلف طوني بلير في رئاسة الحكومة في لندن في آواخر الشهر الجاري، «الوقوف إلى جانب العراق ومقاومة الأصوات المطالبة بسحب القوات البريطانية من هناك». وقال، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانيّة، إنّ «الرهانات ستكون مرتفعة كي يدخل براون تغييرات دراماتيكية متهوّرة على استراتيجية بلاده العسكرية»، محذراً من أن أيّ مؤشّر ضعف «سيغذّي نار التمرّد في العراق».
وفي ما يتعلّق بالبريطانيّين الخمسة المخطوفين منذ الأسبوع الماضي، أعرب سفير بريطانيا لدى بغداد دومينيك اسكويث أمس عن استعداده للاستماع إلى الخاطفين، إلّا أنّه استبعد التفاوض معهم. وقال، في مؤتمر صحافي، إن «سياسة الحكومة البريطانية في هذه المسائل واضحة ومعروفة جدّاً».
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إخبارية عراقية أمس أن مستشارين لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أجروا اتصالات مع ممثلين لـ«جماعات مسلّحة» منذ أسابيع و«حققت نتائج إيجابية» حيث «تمّ قبول 80 في المئة من طلباتهم لأداء دور إيجابي في الحياة السياسية العراقية» بعد الاستياء العام من تنظيم «القاعدة» ونهجه التكفيري.
وفي الولايات المتّحدة، اعترف الجنرال دوغلاس لوت، الذي عيّنه الرئيس جورج بوش الشهر الماضي «قيصراً» لحربي العراق وأفغانستان، بأنّه أعرب في رسالة إلى مجلس النوّاب الأميركي عن اعتراضه على استراتيجيّة بوش في إغراق العراق بأفواج جديدة من الجنود في إطار الاستراتيجيّة التي أُقرّت في كانون الثاني الماضي.
ميدانيّاً، ارتفعت حصيلة قتلى الاحتلال البريطاني في العراق إلى 150 جندياً أمس، بعد أن قضى جنديّ بريطاني في مواجهات خلال غارة قرب مدينة البصرة، كما أعلن الجيش الأميركي عن مقتل أحد جنوده في انفجار عبوة ناسفة جنوب ـــــــ شرق بغداد أوّل من أمس.
وقضى في أنحاء متفرّقة من بلاد الرافدين 19 عراقيّاً، بينهم 9 أشخاص في هجوم على مقرّ للشرطة في بلدة «رابعة» قرب الحدود السورية، فيما أطلق مسلّحون النار على الصحافية العراقيّة سحر حيدري فأردوها قتيلة.
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ،
رويترز، أ ب، الأخبار)