strong>بــوش «حــزين» لتنحّي بلــير... ومناهضــو العــولمة يخــترقون الحــصار البحري خرج اليوم الثاني من اجتماع قمة الدول الثماني الصناعية في مدينة هايليغندام الألمانية باتفاق «مناخي» لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتأجيل التصويت على قرار دولي بخصوص إقليم كوسوفو، الذي يؤدي إلى توتر بين روسيا والغرب، في وقت استمر فيه مناهضو العولمة في احتجاجاتهم.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، أن زعماء مجموعة الثماني المجتمعين في ألمانيا وقّعوا اتفاقاً لإجراء خفوضات «جوهرية في انبعاث الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري وتأمين التوصل إلى اتفاق لمرحلة ما بعد بروتوكول كيوتو بحلول عام 2009».
وأبلغت ميركل أنه «في ما يتعلق بالأهداف اتفقنا على لغة واضحة. تقر بأن (الزيادات في) انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يجب أولاً إيقافها ثم يتبع ذلك خفوضات جوهرية». وقالت إن بلدان مجموعة الثماني وافقت على «دراسة» هدفها الخاص بخفض الانبعاثات بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2050 لكن لم يظهر الزعماء التزاماً بأي أهداف محددة.
وأشاد رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بالاتفاق وقال إنه «خطوة كبيرة للغاية الى الأمام». وأضاف «لقد أصبح هناك الآن احتمال، وللمرة الأولى، للتوصل الى اتفاق عالمي على التغيّرات المناخية وإجراء خفوضات كبيرة للانبعاثات مع مشاركة الجميع في الاتفاق، وهذا هو الطريق الوحيد الذي يمكّننا من اتخاذ التحركات الراديكالية التي نحتاج إليها بشأن المناخ».
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق، وجاء في بيان لمكتبه الصحافي أن «الأمين العام يرحب بحرارة باتفاق قادة مجموعة الثماني على البدء بتحرك قوي ومبكر لمواجهة التغيّرات المناخية».
إلا أن المنظمات المدافعة عن البيئة وصفت الاتفاق بأنه فارغ، وألقت باللوم على الولايات المتحدة للحيلولة دون التوصل الى حدود إجبارية لمستوى الانبعاثات. وقال مستشار سياسة المناخ في منظمة «غرينبيس»، دانيال ميتلر، إن «الاتفاق ليس كافياً لمنع التغيير المناخي الخطير»، مضيفاً إن على دول مجموعة الثماني خفض انبعاثاتها بنسبة 80 في المئة على الأقل بحلول عام 2050 لتجنّب حدوث ارتفاع كارثي في درجة حرارة الكوكب.
ويعتقد الاتحاد الأوروبي أن هناك حاجة إلى خفض انبعاث الغازات بنسبة 50 في المئة لضمان عدم ارتفاع درجات الحرارة على الأرض بأكثر من درجتين مئويتين فوق المعدلات التي سادت قبل العصر الصناعي، وهي العتبة التي يقولون إن تجاوزها سيؤدي إلى تغيّرات «خطيرة» في النظام المناخي.
كما اتفق قادة الدول الصناعية خلال قمتهم على أن مكافحة الفساد هي «إحدى أهم مهمات مجموعة الدول الثماني». وقال رؤساء قمة الثماني إنهم يدركون الدور القيادي لدولهم في إرساء نماذج يُحتذى بها في مجال مكافحة الفساد، وتعهدوا تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة هذا الوباء في مختلف أنحاء العالم.
وركّزت الجلسة الصباحية للقمة على القضايا الاقتصادية، وجلست خلالها ميركل بين الرئيسين الأميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين.
وفي ما يتعلق بكوسوفو، قال مصدر من أحد الوفود المشاركة إن قادة الدول الثماني اتفقوا على تأجيل التصويت في مجلس الأمن على خطة لاستقلال كوسوفو. وأضاف إنه تم الاتفاق على العمل بصيغة مشتركة للوصول إلى حل.
من جهة ثانية، قال بوش إنه يأسف منذ الآن لرحيل رئيس الوزراء البريطاني المرتقب عن السلطة، وذلك على هامش اللقاء الرسمي الأخير بين الرجلين.
وقال بوش، وهو يشير الى بلير الى جانبه واصفاً إياه بالصديق، «إنه اللقاء الأخير لي معه بصفته رئيساً للوزراء. إنها لحظة حزن بالنسبة إلي». وأضاف «أنا آسف لحلول هذه الساعة، إلا أنها أمور تحصل في الحياة.
إلى ذلك، استمر تشديد إجراءات الأمن حول مقر القمة، التي تنعقد في فندق فخم في بلدة هايليغندام الساحلية الصغيرة. وأوقفت زوارق الشرطة السريعة أمس زورقين صغيرين حاولا اختراق النطاق الأمني، ما أدى إلى الاصطدام بأحدهما وسقوط من كانوا على متنه في مياه بحر البلطيق.
(أب، أ ف ب، يو بي آي،
د ب أ، رويترز)